فى الصميم

هكذا تضغط أمريكا.. على إسرائيل!!

جلال عارف
جلال عارف

فى الوقت الذى تؤكد فيه الإدارة الأمريكية أنها تواصل جهودها من أجل تفعيل اقتراح بايدن الذى حصل على تأييد مجلس الأمن الدولى من أجل إيقاف الحرب فى غزة، ومع مطالبة العالم باستخدام كل الأوراق للحصول على الموافقة الكاملة من المقاومة الفلسطينية ومن إسرائيل التى لم تعلن موافقتها الرسمية حتى الآن.. فى هذا الوقت تفاجئنا واشنطن ـ كالعادة ـ بفتح ملف صفقة السلاح غير المسبوقة لإسرائيل والتى تبلغ قيمتها ١٨ مليار دولار!!
الصفقة معطلة منذ شهور فى الكونجرس والجديد هو الكشف عن موافقة عضوين هامين فى الكونجرس على دعم الصفقة بينهما رئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشيوخ. وبهذا تمضى الصفقة نحو الإقرار بعد أن تسببت معارضة العضوين فى تعطيلها لشهور. والأهم هو الكشف عن أن هذا التطور يحدث نتيجة الضغط الشديد من جانب إدارة بايدن لتمرير الصفقة فى أقرب وقت (!!).. ويحدث أيضاً بالتزامن مع أنباء عن إبلاغ وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن» لرئيس وزراء إسرائيل نتنياهو بقرار واشنطن تسليم إسرائيل الأسلحة التى كان «بايدن» قد أعلن إيقاف إرسالها لإسرائيل من القنابل العملاقة زنة ٢٠٠٠ رطل والتى استخدمتها فى قتل آلاف المدنيين ومعظمهم من الأطفال والنساء!!
لماذا الآن.. ونتنياهو مازال يرفض إنهاء الحرب ويهدد بغزو لبنان وإشعال المنطقة؟! ولماذا الآن وحكومة نتنياهو تعود صوتاً واحداً للتطرف والإرهاب الصهيونى بعد استقالة جانتس وايزنكوت المحسوبين على واشنطن؟! ولماذا الآن وأمريكا تقول إنها لا تريد توسيع الحرب ورئيسها يؤكد أنه قد آن الأوان لإنهائها؟! ولماذا الآن والمعارضة داخل إسرائيل تشتد وأحد أسلحتها ضد نتنياهو هو إساءته للحليف الاستراتيجى لإسرائيل، فإذا بالحليف الأكبر يمنح نتنياهو أضخم صفقة سلاح فى تاريخ إسرائيل؟!
قد يكون السبب ـ كالعادة ـ هو موسم الانتخابات والنفوذ الصهيونى وقد يكون استباق زيارة نتنياهو للكونجرس فى الشهر القادم وعدم منحه فرصة الهجوم على الإدارة الحالية لصالح ترامب. لكن الأهم هو ترقب قرار المحكمة الجنائية الدولية خلال أسبوع حول طلب إصدار أوامر اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه كمجرمى حرب. وأمريكا دولة تعرف الأصول جيداً(!!) ولا تريد أن تمنح صفقة الأسلحة الضخمة لمجرمى حرب. لكن لا بأس أن تمنحها لهم قبل أن يصدر القرار!!.. ومطلوب منا ومن العالم أن نقر ونعترف أن أمريكا تضغط لكى تقبل حكومة مجرمى الحرب إنهاء جريمتها وإيقاف مذابحها لأطفال فلسطين!