ريــادة الغــــــــــزل والنسيج ..50 مليــون قطعة ملابس ومشغولات سنـويًا.. ومضاعفة الطاقة الإنتاجية 4 مرات

تشغيل أكبر مصنع فى العالم للغزل والنسيج
تشغيل أكبر مصنع فى العالم للغزل والنسيج

دعم صناعة الغزل والنسيج كان فى مقدمة اهتمام الدولة خلال السنوات الماضية، لاستعادة أمجاد القطن المصرى الذى تربع على عرش الأقطان لأكثر من 100 عام، ولا يخفى على أحد أن هذه الصناعة تدهورت على مدار العقود الماضية بسبب الإهمال الشديد وتهالك المعدات وعدم صيانتها أو استبدالها بمعدات حديثة، بالإضافة إلى عدم القدرة على تسويق المنتجات بشكل صحيح، الأمر الذى كبد القطاع خسائر كبيرة متتالية بلغت مليارات من الجنيهات، وكان مصير الشركات الإغلاق والتصفية لولا التدخل فى الوقت المناسب ووضع خطة لإعادة إحياء الغزل والنسيج من جديد.

ورصدت الدولة فى إطار مشروع تطوير وإعادة هيكلة الشركات التابعة للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج والملابس، استثمارات ضخمة وصلت إلى 31 مليار جنيه لتطوير المنظومة وتحديث البنية التحتية وبناء مصانع جديدة وتطوير مصانع ومبانٍ قائمة بالفعل والتى يصل عددها إلى 65 موقعا، والاستعانة بأحدث الماكينات العالمية فى مراحل الإنتاج المختلفة، لزيادة الطاقة الإنتاجية الحالية 4 مرات، حيث من المستهدف إنتاج 188 ألف طن غزل سنويا، وفى مصانع النسيج من المستهدف إنتاج 198 مليون متر سنويًا صعودًا من 50 مليون متر سنويًا الطاقة الإنتاجية الحالية، أما الطاقة الإنتاجية المستهدفة فى الملابس الجاهزة والمشغولات والوبريات فتبلغ 50 مليون قطعة سنويًا فى مقابل 8 ملايين قطعة يتم إنتاجها حاليًا، فضلا عن مضاعفة إنتاج الوبريات سنويا من ألف طن إلى 15 ألف طن، ومن المقرر تصدير أكثر من 70% من الإنتاج الجديد إلى الأسواق الخارجية.

اقرأ أيضًا | الضرائب: الإيجار مُحدد المدة والشقق المفروشة يخضعان لضريبة الدخل

مراحل صناعة الغزل والنسيج ليست مقتصرة على شركة الدولة فقط بل تم إتاحة الفرصة للقطاع الخاص للدخول مشاركاً فى عدد من هذه المراحل دون شروط أو قيود، وبالفعل تدرس وتتفاوض وزارة قطاع الأعمال العام عدداً من العروض من شركات محلية وأجنبية للشراكة فى عدد من مراحل الصناعة وخاصة «النسيج والتجهيزات والصباغة والملابس».

ومع انطلاق خطة التطوير وأعمال الصيانة، وتركيب الماكينات الحديثة، بدت ملامح التغيير الجذرى تظهر داخل شركة مصر للغزل والنسيج بالمحلة الكبرى، إحدى شركات القابضة للغزل والنسيج، التابعة لوزارة قطاع الأعمال العام، التى تقع على مساحة 600 فدان أى ما يعادل ثلث مساحة مدينة المحلة الكبرى، وعمرها يقترب من 100 عام، بعد تشغيل أحد المصانع وتركيب ماكينات مصنع آخر، وتجهيز محطة الكهرباء ومصانع النسيج والصباغة والتجهيزات وغيرها.

قلعة الصناعات
ولأن منتجات المحلة كانت «ماركة مسجلة» سابقاً فى الأسواق العالمية، وسمعتها ملء السمع والبصر، بما تنتجه من منتجات الغزل والنسيج والملابس الجاهزة وفوط وبرة وملايات، خصصت وزارة قطاع الأعمال حوالى 40% من إجمالى استثمارات خطة تطوير المشروع القومى لصناعة الغزل والنسيج ليقام على أرض قلعة الصناعات بالمحلة، حيث يتم إنشاء 5 مصانع جديدة وإعادة تأهيل وتطوير 3 مصانع أخرى، ومحطة الكهرباء ويتم تدريب العاملين على أحدث الماكينات الحديثة داخل مركز التدريب والمعامل الخاصة بالغزل والنسيج.

وعلى أرض الواقع يستعد عمال غزل المحلة لإقامة الأفراح، نظراً لاقتراب موعد تشغيل «مصنع غزل 1» والذى يعد أكبر مصنع غزل فى العالم، بعد الانتهاء من تركيب الماكينات الحديثة، ومن المنتظر أن يعمل تجريبياً الشهر المقبل، بالإضافة إلى تشغيل مصنع غزل 4 منذ العام الماضي، وحالياً يتم تصدير جميع منتجاته للأسواق الخارجية حتى نهاية العام الجارى لتوفير عملة صعبة لعدد من الدول أبرزها : تركيا وألمانيا والبرتغال والمملكة العربية السعودية.



عودة الريادة
الدكتور محمود عصمت وزير قطاع الأعمال العام، منذ توليه المسئولية، وضع على عاتقه الانتهاء من خطة تطوير صناعة الغزل والنسيج رغم التحديات الكبيرة التى واجهته فى هذا الملف وتحديداً داخل شركة المحلة، إلا أنه أصر على استكمال المشروع، حتى تعود الريادة مرة أخرى للصناعة المصرية، ولم يكتفِ بالمتابعة المكتبية بل كانت الجولات المفاجئة سلاحه لمعرفة التطورات ميدانيا، ومدى استيعاب العمال التدريب على المعدات الحديثة، لضمان إنتاج منتجات ذى جودة عالمية نستطيع توطينها فى الأسواق العالمية.

وأكد الدكتور محمود عصمت، وزير قطاع الأعمال العام، أن هناك أعمال تطوير ورفع كفاءة لمصانع قطاع الغزل والنسيج، تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتأكيداً على اهتمام الدولة بكل أجهزتها بالعمل على دفع عجلة الإنتاج فى مختلف القطاعات، وخاصة قطاع الغزل والنسيج، تعظيماً لما نمتلكه من مقومات.

وشدد عصمت على الحرص الدائم والمستمر لتعزيز الشراكة مع القطاع الخاص فى شتى القطاعات التابعة فى إطار وثيقة سياسة ملكية الدولة لاسيما فى المشروع القومى لتطوير صناعة الغزل والنسيج بجميع مراحله وذلك فى اطار استراتيجية العمل والتى تقوم على التحديث والتطوير وتوطين التكنولوجيا وفتح المجال أمام القطاع الخاص، مشيرًا إلى توفير كميات الأقطان التى تلبى الاحتياجات التشغيلية للمصانع والتواصل مع شركاء العمل من القطاع الخاص لتوفير احتياجاتهم من أجود الغزول الرفيعة اللازمة للصناعة بدلا من استيرادها بالإضافة إلى التصدير كهدف رئيسي.

الأسواق الخارجية
وأشار عصمت، إلى حرص الدولة على النهوض بصناعة الغزل والنسيج، باعتبارها إحدي دعائم الصناعات للاقتصاد المصري، مشيرًا إلى أهمية العمل على تنمية صادرات هذا القطاع لمختلف الأسواق الإقليمية والعالمية، خاصة فى ظل ما تتمتع به المنتجات المصرية من تنافسية كبيرة فى الأسواق الخارجية.

وأوضح الوزير أن خطة الوزارة للنهوض بقطاع الصناعات النسيجية فى مصر تتضمن مختلف مراحل الإنتاج بدءًا من زراعة وتجارة القطن وتطوير المحالج، مرورًا بتحديث مصانع الغزل والنسيج والصباغة والتجهيز وصولا إلى المنتجات النهائية، لافتًا إلى الاهتمام الكبير بالتسويق وفتح أسواق جديدة، ومواكبة التطور العالمى فى هذا المجال.

وأكد المهندس أحمد شاكر العضو المنتدب للشركة القابضة للقطن والغزل والنسيج، أن مشروع تطوير الغزل والنسيج ليس مقتصراً فقط على المحلة الكبرى ولكن يتم تنفيذ مشروع تطوير داخل مجمع «مصر حلوان للغزل والنسيج»، والذى يشمل تنفيذ مصانع النسيج والتحضيرات بطاقة إنتاجية تبلغ 11 مليون متر من الأقمشة والملايات سنويا وبحجم استثمارات 14,2 مليون يورو، ومصنع التجهيز والصباغة بطاقة إنتاجية 11 مليون متر أقمشة وملايات باستثمارات 8 ملايين يورو، وكذلك مصنع الحياكة والتفصيل بطاقة إنتاجية 3 ملايين قطعة قماش شهريا باستثمارات 800 ألف يورو بإجمالى استثمارات 23 مليون يورو بالإضافة إلى أعمال الإنشاءات وتجهيز المصانع والتى تبلغ حجم استثماراتها 495 مليون جنيه.

مصانع متكاملة
وأضاف شاكر: أنه يتم أعمال تنفيذ مشروع القلعة الصناعية داخل مجمع شركة مصر للغزل والنسيج وصباغى البيضا بمدينة كفر الدوار بمحافظة البحيرة، بموقع البيضا، والذى يضم 6 مصانع متكاملة لصناعة الغزل والنسيج على مساحة 337 ألف متر مربع، وكذلك توقيتات الانتهاء من الأعمال ومواعيد وصول الماكينات الجديدة، والتأكد من جداول التوقيتات لمنع أى أعمال تخزين للمعدات وأن يكون الشحن متوافقا مع مواعيد التركيب مباشرةً، موضحاً مراحل تنفيذ مصنع الغزل على مساحة 36250 مترا مربعا بعدد 88128 مردن وبطاقة إنتاجية 9513 طن سنويا، ومصنع النسيج على مساحة 20900 متر مربع والذى يشمل مصنعى 1و2 تحضيرات نسيج بعدد 384 نول نسيج، بالإضافة إلى مصنع الصباغة والتبييض والطباعة والتجهيز على مساحة 53000 متر مربع بطاقة إنتاجية 54 مليون متر سنويا، ومصنع التفصيل على مساحة 1500 متر مربع بطاقة إنتاجية 7.5 مليون قطعة سنويا بإجمالى حجم استثمارات تزيد على 3 مليارات جنيه فى الإنشاءات، بالإضافة إلى 115 مليون يورو قيمة الماكينات الجديدة.

4 مصانع
وأكمل شاكر: أن مشروع شركة دمياط للغزل والنسيج الجديد يتضمن أربعة مصانع وهى: «مصنع تجهيزات ومصنع غزل ومصنع نسيج ومصنع صباغة» ووحدة معالجة الصرف الصناعى ومبانٍ إدارية وخدمات ومخازن، بهدف تغطية الأسواق المحلية والخارجية من أقمشة الجينز بتكلفة إجمالية 1.6 مليار جنيه، من خلال إنتاج الغزل وعمليات الصباغة الحديثة والنسيج وتجهيز النسيج بطاقة تشغيلية اقتصادية سنوية تبلغ ٣٣ مليون متر من أقمشة «الجينز»، وتبلغ الطاقة الإنتاجية لمصنع صباغة الخيوط قبل النسيج ٧٠ طنًا فى اليوم، و٣٣ مليون متر سنويًا لمصنع «جينز» ومصنع تجهيز الأقمشة «المنتج النهائى» فى شكل أقمشة جينز.

وتابع شاكر: أنه يتم تطوير مصنع «غزل 2» القائم بشبين الكوم، التابع لشركة مصر شبين الكوم للغزل والنسيج، ومن المقرر خلال الفترة المقبلة البدء فى تطوير مصانع التريكو التفصيل والصباغة بشركة الدقهلية للغزل والنسيج، بجانب إنشاء مصنع غزل الطرف المفتوح الجديد وتطوير مصنع التريكو والصباغة بشركة الوجه القبلى للغزل والنسيج بالمنيا.