حريات

آخر ساعة

رفعت رشاد
رفعت رشاد

ارتبطت بمجلة آخر ساعة منذ سنوات الوعى الأولى . أتذكر حجم المجلة الكبير ذا القطع المتميز . أتذكر صور الرئيس جمال عبد الناصر فى الستينيات تزين الأغلفة . وبعد مرور سنوات طوال شرفت برئاسة تحرير المجلة العريقة . آخر ساعة إحدى أبرز المجلات وهى ليست الأولى من حيث تاريخ التأسيس لكن مؤسسها محمد التابعى كان نجم نجوم صحافة ذلك الزمان بقلمه الرشيق وعلاقاته غير العادية وقيادته جيلا صار أهم اجيال الصحافة المصرية ، جيل مصطفى أمين ومحمد حسنين هيكل وآخرين . 

صدرت آخر ساعة منذ 90 عاما ، عام 1934 ، وعندما كنت رئيس تحريرها كان قد مر على صدورها 75 عاما فأصدرنا عددًا تذكاريًا تاريخيًا ضم ملحقًا إعلانيًا من خمسين صفحة حرره زملاء كبار من قياديى ومحررى المجلة وأظهروا خلاله مدى قدراتهم وكفاءتهم المهنية وغيرتهم على مجلتهم . 
شرفت بأن كنت سليلا لعمالقة ، التابعى ، مصطفى أمين ، على أمين ، كامل الشناوى ، هيكل ، أحمد بهاء الدين ، يوسف السباعى ، أنيس منصور ، صلاح حافظ ، رشدى صالح ، وجدى قنديل ، جلال عيسى وآخرين من الأساتذة الذين رأسوا تحرير المجلة والذين انتموا إلى صفحاتها من الكتاب والصحفيين البارزين . 

عبرت آخر ساعة عن مرحلتها الزمنية ومرحلة الوطن والثورة بصدق وكانت أغلفتها وموضوعاتها تجسيدا لأوضاع المجتمع فى كل مراحل تطورها وقد شهدت فى مرحلة ما من السبعينيات وحتى نهاية العشر الأولى من القرن الحادى والعشرين أقلام مجموعة من الهوانم المثقفات اللاتى تركن بصمة هائلة على صفحات المجلة واتسمت كتاباتهن برشاقة العبارات ودسامة المعانى فى صور أدبية وفلسفية لا تتكرر كثيرا . 

بنى التابعى بالمجلة مجدا سامقا وكان بها أشهر الصحفيين وكان صديقا للعائلة الملكية يرافق رموزها فى أوروبا فى رحلات طوال وبعد أن انضمت آخر ساعة لأخبار اليوم شعر التابعى بارتياح من عبء الإصدار والتحرير وصار محررا متجولا تاركا المسئوليات لعلى ومصطفى اللذين كانا يعتبرانه الأب الروحى لهما فى مهنتهما .