أصل الحكاية| سر الدبلة الدائرية لدى الفراعنة: رمزية الخلود والأبدية

 رموز الزواج عند الفراعنة
رموز الزواج عند الفراعنة

تعتبر الدبلة من أقدم رموز الزواج في التاريخ، وقد احتلت مكانة مهمة في ثقافات مختلفة حول العالم، ومن بين تلك الثقافات، تبرز الحضارة المصرية القديمة التي اعتبرت الدبلة رمزًا مهمًا للزواج والرباط الأبدي بين الزوجين.. في هذا السياق، تأتي دبلة الفراعنة كشاهد على تلك العادات والتقاليد القديمة.   

سر الخلود.. لماذا اختار الفراعنة دائرة لدبلة الخطوبة؟

 

دبلة الخطوبة على شكل دائرة تعد واحدة من أقدم عادات الزواج في التاريخ، وقد رأيناها تتجدد في العصور المختلفة والثقافات المتنوعة، لكن ما السر وراء اختيار الفراعنة لهذا الشكل الدائري الخاص؟ وماذا يعني لهم؟

تختلف دلالات دبلة الخطوبة على مر العصور والحضارات، ولكن في حضارة الفراعنة كانت هذه الدائرة تحمل معانٍ عميقة ورمزية تتعلق بفهمهم للحياة والموت والخلود. كانت الدائرة للفراعنة رمزًا للحياة الأبدية والوجود المتجدد.

في الحضارة المصرية القديمة، كانت الدبلة دائرية الشكل، وكان لهذا الشكل دلالات رمزية مهمة. فالدائرة تعني في الحضارة المصرية القديمة الخلود والأبدية، وكانت تصنع من الذهب النقي كرمز للثراء والتميز. وقد تم العثور على صور لخواتم الزواج الدائرية في البرديات المصرية، كما وجدت رسومات لها على جدران المعابد والأضرحة.

اقرأ أيضاتراث إسنا فى متحف الحضارة| عروض لفن التحطيب وصناعة الأخشاب والنجارة اليدوية

 

إن استخدام الدائرة كشكل أساسي للدبلة في الحضارة المصرية يُظهر الاعتقاد القديم بأهمية الخلود والأبدية في الحياة الزوجية، ويعكس قيم الوفاء والرباط الأبدي بين الزوجين، وتجديد الحياة والحب بشكل مستمر.

تبرز دبلة الفراعنة كشاهدة على غنى التقاليد والعادات التي اتبعها الفراعنة في مجال الزواج، وتكشف عن تقاليدهم العميقة ورموزهم الثقافية التي استمرت لعدد كبير من السنين.

 

تراث الدبلة في ثقافة الزواج: رمزية الخطوبة والشبكة في عهد المصريين القدماء   

 

منذ فجر التاريخ، سعى الإنسان إلى بناء أسرة وإنجاب أطفال، تاركًا وراءه تراثًا غنيًا من عادات الزواج وتقاليده. تنوعت هذه العادات عبر الزمن والثقافات، لتُشكّل مجموعة رائعة من الممارسات الفريدة التي تعكس قيم ومعتقدات كل مجتمع. ومن بين تلك العادات ارتداء الدبلة كإشارة للرباط الأبدي بين الزوجين.

الخبير الأثري والمتخصص في علم المصريات، أحمد عامر، يشير إلى أن المصريين القدماء أول من أسسوا اتفاقيات للزواج. بعد الاتفاق على تلك الشروط، يقدم العريس دبلة الخطوبة المصنوعة من الذهب، والتي كان يطلق عليها "حلقة البعث". كانت العروس ترتديها في اليد اليمنى، وبعد الزواج تُنقل إلى اليد اليسرى، تعبيرًا عن اتباع الإله وفقًا لمعتقداتهم، وهو ما يمارسه العرسان في مصر حتى الآن.

دبلة الخطوبة والشبكة في عهد المصريين القدماء كانت رمزًا للخلود والأبدية، تضفيان على العروسين البركة والمحبة والإخلاص ودوام العشرة طيلة العمر، ممثلةً قيم الرباط والوفاء التي كانت جزءًا لا يتجزأ من حياتهم الزوجية.