دواعى السفر| تقدم دراما اجتماعية جريئة عن الوحدة

أمير عيد: استشرت أطباء نفسيين لتقديم شخصية «على»

 أمير عيد
أمير عيد

ماذا لو عشت وحيداً فى قلب مجتمعك؟! سؤال إنسانى يطرحه مسلسل «دواعى السفر» أحدث الانتاجات الدرامية لمنصة «واتش إت»، هو أقرب إلى رحلة إنسانية شاعرية رقيقة تناقش بمسحة من الكوميديا السوداء حالة الاغتراب والوحدة التى يعانى منها كثير من النماذج فى مجتمعنا مع اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم وأفكارهم، يداوى العمل بهدوء جروحاً عميقة تمددت آثارها فى جسد العائلة، من التفكك الأسري، مروراً بالعزلة، ووصولاً إلى الأمراض النفسية التى يفرضها إيقاع العصر .

جرأة كبيرة تحسب لمنصة واتش إت وهى تتحمس لعمل اجتماعى عميق يخرجه لأول مرة محمد ناير الذى يمتلك فى رصيده العديد من النجاحات ولكن كمؤلف فقط، ورهان ذكى آخر على الفنان أمير عيد الذى يحجز مساحة كبيرة من المحبة فى قلوب الشباب، بالإضافة الى حضور طاغٍ للفنان الفلسطينى القدير كامل الباشا ..

كل ذلك جعلنا نفتش فى كواليس صناعته وأسرار نجاحه ونقرأ فى هذا الملف مع صناع العمل سطور المشروع منذ أن كان سيناريو على الورق حتى تحول لمسسل يتصدر قوائم الأعلى مشاهدة منذ بدء عرضه.

ارتبط اسم أمير عيد بكونه مشروعاً غنائياً فريداً من نوعه، ومع الوقت يثبت للجميع أنه مشروع ممثل متميز، للمرة الثانية يتعاون مع منصة «واتش إت» بعمل درامى اجتماعى وهو مسلسل «دواعى السفر» والذى يقدم فيه شخصية على الذى يعانى من اضطرابات نفسية نتيجة الوحدة وفقدان الترابط الأسرى.. تجربة يراها أمير عيد مختلفة خاصة وأنها قادته لعيادات الطب النفسى.. أمير تحدث معنا فى السطور القادمة عن تعاونه الثانى مع «واتش إت» بعد نجاح ريفو، والتحديات التى واجهته فى هذه التجربة.

اقرأ أيضاالخط المسيحى يسيطر على العمل لإبراز رحلة العائلة المقدسة

فى البداية يقول أمير عيد:

شخصية «علي» جديدة ومختلفة درامياً بالنسبة لى، حيث يعيش شعوراً عاماً بالعدمية بسبب مروره بأزمة نفسية أثرت عليه حتى يقوده القدر الى التعرف على الجار «إبراهيم»، ولكننى أرى أن «علي» شخصية صعبة ومركبة تمر بالكثير من التحولات وكانت بحاجة لفترة طويلة من التحضيرات، حيث تعايشت مع الشخصية قبل التصوير بالدراسة والبحث العميق.

وما المراجع والتحضيرات التى استعنت بها بعيدا عن السيناريو المكتوب؟

الأساس هو السيناريو الذى كتبه المؤلف والمخرج محمد ناير للوقوف على الشكل الذى ستظهر به شخصية «علي» وبعدها قرأت عن الأمراض النفسية التى تمر بها هذه الشخصيات ومن ثم تواصلت مع أطباء نفسيين لدراسة الموقف والانفعالات والمشاعر التى يمكن أن تمتلكها الشخصية للتعبير عنها بصدق وواقعية.

وكيف ترى تجارب منصة «WatchIt» من خلال تقديم قصص درامية تحاكى الواقع ولممثلين وصناع أعمال فنية من الشباب؟

أرى أن منصة «واتش إت» مختلفة عن بقية المنصات فى المضمون الفنى الذى يتم تقديمه، لديهم القدرة على المغامرة وتقديم أفكار جديدة تمس الشباب، كذلك منصة «واتش إت» ساهمت فى اكتشاف المواهب الشابة بعيدا عن التركيز على الأسماء الكبيرة بل تركز على الموضوعات بالأساس.

وما الصعوبات التى واجهتك فى تقديم دور «على»؟

كانت هناك صعوبات بالفعل فى التحضير لهذه الشخصية والوقوف على تفاصيلها النهائية والتعايش معها، ولكن بناء على السيناريو والتحضيرات والبحث والدراسة ودخول عالم الشخصية، ولكن أكثر ما كان يهمنى هو تقديم انفعالات ومشاعر الشخصية بواقعية وصدق.

هل هناك أوجه شبه بينك وبين شخصية «علي» بالمسلسل؟

هناك بالفعل تشابهات بينى وبين شخصية «علي» فى بعض الأمور، لكنها تختلف عن شخصيتى الواقعية، «علي» شخصية مرت بالكثير من الظروف والأحداث الصعبة والتقلبات التى أثرت عليه.

هل هذا التحدى الفنى فى التمثيل يعود لاختلاف تجربة «دواعى السفر» عن «ريفو»؟

بالتأكيد.. هذا التحدى وراءه الاختلاف الكبير بين تجربتى «دواعى السفر» و»ريفو» من حيث خصوصية كل مشروع عن الآخر، بالفعل كما ذكرت تجربة مسلسل «ريفو» شبيهة بعالم الموسيقى الخاص بى وفرقة «كايروكي»، كنا نشعر بأننا نعيش خلال تصوير المسلسل فى عالمنا الخاص من حيث الرؤية الموسيقية والتشابه إلى حد كبير مع شخصياتنا الواقعية، لكن تجربة «دواعى السفر» مختلفة تماماً ومغامرة وتحدٍ كبير من جميع صناع العمل بتقديم عمل درامى ملئ بالمشاعر الإنسانية ويحتاج لتحضيرات وجهود كبيرة فى التمثيل ومن قبله التحضير الكافى الذى كنا نمتلكه للظهور بأفضل شكل ممكن.

وكيف كانت الأجواء مع المؤلف محمد ناير والذى خاض أولى تجاربه الإخراجية من خلال المسلسل؟

تجمعنى علاقة صداقة قوية مع محمد ناير منذ سنوات طويلة، لقد سبق وتعاونت معه من قبل بتجارب فى الكتابة وهو كاتب له رؤية وطابع خاص أحبه كثيراً، لكن المفاجأة بالنسبة لى كانت بمدى الإلمام بكافة التفاصيل الإخراجية الدقيقة بدوره كمخرج للمرة الأولى من خلال مسلسل «دواعى السفر»، أعتقد أن هذه الثقافة الإخراجية الكبيرة التى لاحظتها هى وليدة كاتب وسيناريست كبير، حيث الكتابة هى الوصف الدقيق للأحداث وعلاقتها بالصورة والإضاءة والديكورات وكل الفنون الأخرى، عمل مميز وأبارك له على نجاح التجربة الأولى له فى الأخرى وأتمنى التوفيق فى خطوات أخرى مقبلة.