بدون تردد

أمريكا.. والقرار

محمد بركات
محمد بركات

رغم كل ردود الفعل المتعددة والمتنوعة، حول القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم «2735» بناء على المبادرة الأمريكية المعلنة من جانب الرئيس «بايدن»، لوقف إطلاق النار فى غزة، يبقى الموقف الأمريكى والموقف الإسرائيلى الأكثر إثارة للدهشة ولفتًا للانتباه، لكل المتابعين والمهتمين بالقضية الفلسطينية. فى عمومها والحرب على غزة فى خصوصها.

فبينما تصور الجميع، أن المهم بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فور صدور القرار بناءً على المشروع المقدم منها هو المسارعة للعمل على تنفيذه، وتحويله إلى واقع على الأرض.. ولكن بدلًا من ذلك وجدنا الغموض هو الوصف الأكثر انطباقًا على الموقف الأمريكى، حيث راح كل المسئولين فى الإدارة الأمريكية، ابتداءً من وزير الخارجية الأمريكى «بلينكن»، وانتهاءً بالمتحدث باسم مجلس الأمن القومى وغيرهما، يطلقون  العديد من التصريحات التى تؤكد أنهم فى انتظار رد صريح من «حماس»، بالموافقة على القرار، ويشيرون فى ذات الوقت إلى وجود موافقة إسرائيلية على القرار،...، وهذا غريب بالقياس إلى تناقض ذلك مع الموقف الإسرائيلى، الذى التزم بعدم وجود أى تصريح لأى مسئول يؤكد قبول القرار أو الترحيب به، بل على العكس من ذلك كان التصريح الوحيد هو ما أعلنه «نتنياهو»، بالتأكيد على استمراره فى الحرب حتى تحقيق الأهداف الثلاثة التى أعلنها مسبقًا،  وحتى بعد قيام حماس بالرد وتسليمه للإدارة الأمريكية، وجّه لها بلينكن اللوم أيضًا بحجة أنها طالبت بإدخال بعض التعديلات على المبادرة الأمريكية، وفى ظل ذلك نستطيع الاستنتاج، بأن الغموض يغلف الأجواء المتعلقة بتنفيذ قرار مجلس الأمن، وأحسب أن ذلك يتوقف على مدى توافر الإرادة السياسية الأمريكية الصادقة والراغبة فى تحقيق ذلك.