فى الصميم

مسئولية أمريكا.. بعد القرار!

جلال عارف
جلال عارف

قرار مجلس الأمن بدعم الاقتراح الأمريكى بشأن وقف إطلاق النار فى غزة يضع على عاتق الولايات المتحدة المسئولية الأكبر فى إنهاء هذه الحرب بعد أن منحها المجتمع الدولى الدعم الذى طلبته.. وبعد أن تحملت أمام مجلس الأمن مسئولية تأكيد موافقة إسرائيل على الاقتراح رغم التصريحات العلنية العديدة لقادتها (وفى مقدمتهم نتنياهو) بأنهم لن يواقفوا على إنهاء الحرب مهما كانت الظروف!!

قرار مجلس الأمن به نقاط غامضة أو متروكة للتفاوض. لكنه ـ بالتأكيد ـ يمثل نقطة انطلاق للحل المنشود إذا تم تنفيذ الإلتزامات بدقة من كل الأطراف، وإذا استخدمت واشنطن أوراق الضغط التى تملكها (وهى كثيرة) لمواجهة المحاولات المنتظرة من نتنياهو لإفساد الصفقة كما فعل مع كل المحاولات السابقة لإيقاف المذبحة الإسرائيلية.. وكل الظروف مهيأة أمام واشنطن لتحقيق ما وعد به «بايدن» وهو يقدم مبادرته بأنه قد آن الأوان لإنهاء الحرب بعد ثمانية شهور من المذابح التى كانت واشنطن لا ترى فيها إلا «دفاعاً عن النفس» من جانب إسرائيل!!

الولايات المتحدة هذه المرة كانت حريصة على نيل الدعم الدولى من مجلس الأمن فقامت بتعديل مشروع القرار الذى قدمته للمجلس عدة مرات ليتم التصويت على النسخة الثالثة التى قدمت بصورة رسمية لتلافى اعتراضات الدول العربية وروسيا والصين على المقترح الأصلى. ولهذا جاء القرار متضمناً الوقف الشامل والدائم لإطلاق النار والانسحاب الكامل من القطاع، كما تضمن القرار إلتزام مجلس الأمن بحل الدولتين ورفض أى تقليص لمساحة غزة أو أى تغيير سكانى فيها.

«حماس» رحبت بالقرار وأبدت استعدادها للتفاوض ـ عبر الوسطاء ـ لتطبيق ما جاء به من مبادئ حاكمة.. والسلطة الفلسطينية أيضاً رحبت وإسرائيل (الغارقة فى الفوضى السياسية) مكتفية ـ حتى الآن بتأكيدات نتنياهو أن الحرب مستمرة.. واشنطن تقول مرة إن الاقتراح إسرائيلى، وتقول مرة أخرى إن لديها موافقة إسرائيل وفى الحالتين المسئولية أمريكية والدعم العالمى كان لاقتراح الرئيس «بايدن» لإنهاء الحرب.. وليس لهلاوس مجرمى الحرب وقتلة الأطفال فى إسرائيل !!