فى الصميم

«بصمة» أمريكا.. فى «النصيرات»!!

جلال عارف
جلال عارف

بعد ثمانية شهور من حرب الإبادة الإسرائيلية فى غزة، استطاعت إسرائيل أخيراً أن تستعيد أربعة من الرهائن المحتجزين لدى المقاومة أحياء، وذلك بمشاركة أمريكية «استخباراتية وعملياتية» ومع ارتكاب مذبحة جديدة راح ضحيتها ٢٢٠ شهيداً وضعفهم من المصابين، واعتراف إسرائيلى بمقتل أحد ضباطهم وأنباء صحفية تقول إن ضحاياهم أكثر من ذلك فى هذه العملية.


لم يتأخر نتنياهو فى محاولة استغلال العملية لمصلحته كما هى العادة، خاصة أن العملية تأتى بعد سلسلة طويلة من الفشل العسكرى والسياسى، وبعد شهور لم يستطع فيها العمل العسكرى الإسرائيلى بكل وحشيته وانحطاطه إلا استعادة جثث الرهائن الذين يسقطون برصاص الجيش الإسرائيلى!!.. ولهذا كان طبيعياً أن يخرج مئات الآلاف للتظاهر بعد ساعات من العملية مطالبين بإتمام صفقة تبادل الأسرى وإيقاف الحرب، وأن تنضم عائلات الرهائن الأربعة الذين أنقذوا إلى الدعوات التى تحذر من استغلال نتنياهو للموقف فى إفساد الصفقة المقترحة ليحقق أمله فى استمرار الحرب حتى لا يواجه مصيره الأسود بالسقوط والمحاكمة «محلياً» كفاسد وفاشل.. «وعالمياً» كمجرم حرب!


أمريكا مشغولة بنفى مشاركتها المباشرة فى تنفيذ العملية على الأرض، لكنها تقر بشراكتها لإسرائيل فى المعلومات الاستخباراتية التى لا تستطيع إسرائيل الوصول إليها، ولا تنفى بالطبع أن المجزرة التى تمت فى «النصيرات» لتنفيذ العملية تمت بسلاح أمريكى. وهى تعرف أن ذلك سيزيد تعقيد الموقف بالنسبة لها، وتعرف أيضاً أن مثل هذه العمليات لا يمكن أن تحل قضية الرهائن وأنه لا بديل عن حل تفاوضى يوقف الحرب وتنسحب قوات إسرائيل بمقتضاه من كل الأرض الفلسطينية ليتم تنفيذ حل الدولتين.. ومع ذلك تجد نفسها شريكاً فى هذه العملية التى شهدت مذبحة مروعة راح ضحيتها مئات المدنيين فى مخيم «النصيرات» وفى اليوم التالى لإعلان الأمم المتحدة عن إدراج إسرائيل ضمن قتلة الأطفال فى العالم.. يا له من تخبط، ويا له من توقيت !!