«دارك نت» قصة قصيرة للكاتب محمد كسبه

الكاتب محمد كسبه
الكاتب محمد كسبه

قرر أخيرا بعد تفكير عميق جدا أن ينتحر كي ينتهي من القلق والخوف والعذاب، لكنه ما زال يبحث عن وسيلة تنهي حياته بلا معاناة وبلا ألم وفي أقل وقت ممكن، فهو برغبته كان يبحث دائما عن اختراق هذا العالم الخفي المظلم ذلك الجانب الأسود من النت الذي يسمى النت المظلم ، الفضول وحده وحب الاستطلاع كلفه حياته ، الدخول إلى هذا العالم ليس سهلا فهو عالم الشر والجريمة بكل أشكالها بلا حدود فلك أن تتخيل أن في هذا النوع من النت تتم صفقات بيع المخدارت بكافة أصنافها وتجارة الآثار، الدعارة، كذلك بيع الأعضاء البشرية، بيع العبيد، القتل العمد بكافة وسائل التعذيب والاغتصاب، الخطف للكبار والصغار، لا حدود للجريمة ولا مجال للخروج من هذا العالم إلا بالموت، فالموت هو بوابة الخروج الوحيدة في هذا العالم .

هو يعلم هذا جيد قبل أن يقرر الدخول إلى النت المظلم فقد طلبوا منه أشياء خطيرة جدا قبل ذلك ونفذها لأنه يعلم أن عدم التنفيذ سيجعله الضحية التالية وربما يكون الموت بانتزاع أعضائه الداخلية وهو حي أو تقطيع الأطراف أو ربما الحرق حيا أو تقديمه كوجبة للوحوش الجائعة .

كانت الأوامر تأتيه من مكالمات مجهولة المصدر ورسائل يتم فتحها بأكواد خاصة، قد نفذ الكثير منها مثل قتل حيوان بوحشية وأكل لحمه نياً ، شرب الدماء أو المشي في المقابر ليلا، نفذ كل هذا خوفا على أفراد أسرته لأنهم سيكونوا الضحية في حال عدم التنفيذ، لكن هذا الأمر المطلوب منه لن يقدر على تنفيذه فقد جهزوا له استديو بكل معدات التصوير وهو سيرتدي قناعاً ويغتصب طفلة ثم يمثل بجثتها ويتم البث المباشر كما كان يشاهد البث الحي لتلك الجرائم، ويشارك بالتعليق على اختيار نوع التعذيب للضحية وكان القاتل ينفذ وسيلة التعذيب التي يختارها المشاهدون ويحصل القاتل على مبلغ من المال .

هو يعلم جيدا أن الوقت يداهمه ولا مجال للرفض، لذلك قرر إلقاء نفسه من أعلى الكوبري فوق النيل، أغلق الهاتف بعد أن استمع للمكالمة الأخيرة التي حددت له مكان وموعد الانتظار ليذهب معهم لتنفيذ الجريمة، هو يعلم أنهم يراقبوه جيدا فكل بياناته لديهم .

خرج من منزله في الثالثة فجراً دون أن يودع أهله، سار في طريقه في منتصف الكوبري جاءت سيارة مسرعة فصدمته ومات على الفور .

بعد مسافة نزل القاتل من السيارة وكتب في رسالة تم التنفيذ .

استلم رسالة تم تحويل مبلغ مائة ألف دولار .

رفع يده عاليا بإشارة النصر بعد أن حقق مليوني مشاهدة على البث المباشر .