«نُورٌ مِنَ الرَّحمَنِ».. قصيدة للشاعر عبد الكافي فاروق أبومازن

 الشاعر عبد الكافي فاروق أبومازن
الشاعر عبد الكافي فاروق أبومازن


« نُورٌ مِنَ الرَّحمَنِ» قصيدة للشاعر عبد الكافي فاروق أبومازن

الشِّعرُ عِندِي مِنْبرٌ قُدسِيُّ

مِنْ فَوقِهِ كُلُّ الكَلَامِ عَلِيُّ

 

إنْ هَاءَ.. يَكتُبُنِي ويَمْسَحُ عَبْرَتي

هَشٌّ..  علَى مرِّ الزمانِ حَفِيُّ

 

وَلَهُ أبُوحُ بِمَا أُكِنُّ بأضْلعِي..

والدَّمْعُ تَحتَ جُفُونِهِ مَخْفِي

 

فَإذَا تعَالَى النَّبْضُ يُخرِجُ زَفرَتي

وَهَوَاهُ.. مِنْ بَعدِ الزَّفِيرِ نَقِيُّ

 

فَأَصُوغُ مِنْ   نُورِ البيَانِ   لآلئًا

فيُضيئُ مِنهَا الكَوكَبُ الأَرضِيًّ

 

نُورٌ مِنَ الرَّحمَنِ قد عُلِّمْتُهُ

والنورُ منْ ربِّ العبَادِ سَنِيُّ

 

أَجلُو الظَّلامَ لَعَلَّ قَلْبًا يَهتَدِي

وكأنني بَينَ العِبَادِ نَبِيُّ

 

واللهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ بِفَضْلِهِ

نُورُ الهِدَايةِ في الوُجُوهِ نَدِيّ

 

للَّهِ أَسْعَى كَيْ أُحَقِّقَ غَايَتِي

قَلْبُ المُرِيدِ عَلَى الطَّرِيقِ فَتِيُّ

 

بالضَادِ أَنْسِجُ في المَعَالي أَحرُفِي

هَذَا اللسَانُ   مُشَرَّفٌ عَرَبيُّ

 

بِالحَقِّ أَمْضِي رَافِعًا فِيهِ اللِّوَا

عَزمِي عَلَى مَكْرِ اللئِيمِ عَصِيُّ

 

يَا مَنْ تَجرَّأتمْ علَى رَبِّ الوَرَى

الفَحلُ فِيكُمْ   مُدَّعٍ وشَقِيُّ

 

القَلبُ يَحيَى نَابضًا مِنْ سِرِّهِ

سُبحَانَهُ..  وبِذِكْرهِ مَروِيُّ

 

والرُّوحُ تَسْرِي في بَدَائعِ صُنْعِهِ

فَهُوَ القَدِيرُ..  وأمْرُهُ مَقْضِيُّ

 

اللهُ جَلَّ جَلالُهُ الحَقُّ الّذِي

مِنْ بَعدِ أنْ تَفنَى الخَلائِقُ حَيُّ

 

يَا مَنْ تَطاوَلتُمْ عَلَى خَيرِ الوَرَى

بِأبي وأمِّي المُصطَفَى المَكِّيُّ

 

حَازَ المَحاسِنَ كُلَّهَا، وَمُحَمَّدٌ

مَا كَانَ.. عَيْبًا   أَنَّهُ أُمِّيُّ

 

أُمِّيَّةُ المُخْتارِ ذِي شَرفٌ لَهْ 

والعِلْمُ مِنْ وَحيِ الإلَهِ جَلِيُّ

 

بِاسْمِ الحَدَاثةِ قد تَغَشَّى نَهْجَكُمْ

حِقدٌ.. لَعَمْرِي في الخِصَالِ دنيُّ

 

ضَلَّتْ بكُمْ سُبُلُ الغُوَايَةِ وَيحَكُمْ

وَ.. الرَّأيَ مِنْ "تَكْوِينِكُمْ" لَفْرِيُّ

 

كَسَدَتْ بِضَاعَتُكُمْ ورُدَّتْ كُلُّهَا 

لا يَسْتقِيمُ علَى الصِّراطِ دَعِيُّ

 

هَلْ مِنْ نِكَاحٍ قَد وُلِدتُمْ مِثْلنَا؟!

أَمْ قد رَمَتْكمْ في الطَّرِيقِ بَغِيُّ!

 

"تكوينُ" تلكَ ضلالةٌ، هِيَ بِدعَةٌ

والقلبُ في صَدرِ الحَقُودِ عَمِيُّ

 

يَبغُونَها عِوَجًا لِطَمْسِ هَوِيَّةٍ

واللفظُ في دِينِ البُغاةِ سَمِيُّ

 

يَا شِعرُ فلتذرفْ دُمُوعَكَ أنهُرًا

قَد يَستَفِيقُ العَالمُ العَرَبيُّ

 

واهْتِفْ بكُلِّ قَصِيدةٍ في وَجْهِهِ

تَشْتَاقُكَ الهَيْجَاءُ يَا عَبْسِيُّ

 

يَا شِعرُ فلنُطلِقْ سَرَاحَ حُرُوفِنَا

بالحَقِّ نَصدَعُ، والبَيَانُ سَخِيُّ

 

هيَّا انْفُرُوا يَا أمَّةَ الحَقِّ الذِي..

ظَنَّ   البُغَاةُ   بِأنَّهُ   مَنْسِيُّ

 

مِنْ أَجْلِ أقْصَانَا وَغَزَّةَ فَانْفِرُوا

واللهُ مِنْ فَوقِ الجَمِيعِ قَوِيُّ

 

إنْ تَنصُرُوا الرَّحمَنَ يَنصُركُمْ، أَجَلْ

فَاللَّهُ   رَبِّي   وَعدُهُ مَأْتيُّ

 

بجِهَادِكُمْ دَانتْ رِقَابُ أبَاطِرٍ

كِسْرَى وقَيْصَرَ، والسُّوَارُ بَهِيُّ

 

أبْشر سُرَاقَةَ، قد تَحقَّقَ وَعدُكُمْ

والعَدلُ سَادَ الأرضَ. سادَ رُقيُّ

 

إسْلامُنا بالخير قد عَمَّ الدُّنَى

والعَالمُ الشَّرقيُّ، والغَربيُّ ...

 

الكُلُّ عَاشَ   بِسِلْمِهِ   وأمَانِهِ

لم يَشْكُ من ظُلْمٍ بِهِ ذِمِّيُّ

 

لَا تَسْلُكُوا سُبُلًا تُفَرّقُ دِينَكُمْ  

يَا قَومَنَا هَذَا الصِّرَاطُ سَوِيُّ

اقرأ أيضا | «صبر الرجال».. قصيدة للشاعر عبد التواب الرفاعي