«الكراش» ظاهرة تحتاج المراقبة

«الكراش» ظاهرة تحتاج المراقبة
«الكراش» ظاهرة تحتاج المراقبة

كما يقال «كل وقت وله آذان».. حقاً لكل وقت أساليبه وتطوراته ومميزاته وعيوبه، وينطبق هذا أيضا على أساليب التربية للأبناء، ومع التطور التكنولوجى الذى نعيشه اليوم يصعب علينا أن نربى أبناءنا كما تربينا ، وبعد انتشار فكرة الاختلاط بين الأولاد والبنات فى كافة مجالات الحياة من المدرسة للنادى وصولا إلى الجامعة والعمل، فهذا يفتح آفاقاً أكبر لظهور أشياء لم نعتاد عليها من قبل وآخرهم ظاهرة «الكراش» أو الارتباط فى سن المراهقة.. نستعرض كل الأراء عن ظاهرة « الكراش» من وسط شوارعنا لنضع أيدينا على الداء ونبحث عن الدواء

تحدثت جريدة الأخبار إلى بعض الأمهات اللاتى لديهن أبناء فى عمر المراهقة والذى يبدأ من عمر الـ 11 عاماً حتى الـ 16 عاماً، لتحاورهن فى هذه القضية وهل بالفعل تعرضن لمثل هذا الموقف وكيف كان رد فعلهن مع الأبناء. 

الأم «نهى السيسي» لديها بنت تبلغ من العمر 11 عاماً وولد يبلغ 14 عاماً ، ومع طرح السؤال «هل أولادك عندهم كراش؟» كانت الإجابة من القلب «أيوا طبعا» وفتحت الأم قلبها وما فيه عن الأبناء وما يفعلونه معها وكم القلق الذى ينتابها من جانبهم بسبب هذا التغيير فى الحياة والأسلوب والنقاش وطريقة التحدث معها وأيضا ستايل اللبس والشعر قائلة «كله أتغير والجيل ده مش زينا خالص»، وأضافت الأم التى تعمل مدرسة لغة إنجليزية أنها عندما علمت بأن أبنها لديه مشاعر تجاه فتاة تصغره فى العمر ورأت هدية منها له صدمت قائلة: «هو كبر أمتى» ولكنها على الفور أدركت أن هذا شعور طبيعى أن ينتابه فى هذه السن وفى ظل الانفتاح على مواقع التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا التى أتاحت لهم التحدث سوياً فى أى وقت. 

وأضافت أنها اتبعت أسلوب النقاش الهادئ معه وشرحت له أن علاقاته فى المدرسة أو النادى مع أصدقائه الفتيات لا يصح أن تتعدى علاقة الأخوة أو الصداقة.

الأم «ريهام طارق» تقول : لدى ولد وبنت فى عمر الـ11 وعمر الـ 15، تعرضت لهذا الموقف وكان رد فعلها أنها أرادت ألا تتبع أسلوب التربية القديمة من عائلتها وهو المنع والعقاب والشدة لأن «الممنوع مرغوب» ، وأضافت أنها أيضا لم تحد من مشاهدتهم لأى منصة تعرض أفلاماً أو برامج أكبر من أعمارهم سواء المشاهد الرومانسية أو العنيفة، ولكنها تعطيهم النصيحة والشرح حيث تفضل أن تكون مصدر المعلومات والأمان لهم دون الخوف من التحدث والتطرق لأى موضوع حساس لأنها ببساطة تغيرات طبيعية تحدث لهم فى هذه السن.

أما الأم الثالثة «دينا محمد» تقول: بنتى عمرها 11 عاماً وتعرضت لنفس الموقف وهو وجود «كراش» فى حياتها فى هذه السن المبكرة، قالت إنها صُدمت فى بداية الأمر ولم تعرف كيف تتصرف معها هل تتعامل بشدة وحزم وعقاب أم تتقبل الأمر وتتحدث معها وعلى حد قولها أن عقلها متفتح ولديها الخبرة الكافية أن هذا طبيعى ومعرض ان يحدث ولكنها أيضا كان ينتابها مشاعر متخبطة من القلق والتوتر وأنها أم ولابد أن توجهها للطريق الصحيح وبين أنها تعرضت لمثل هذه المشاعر فى فترة المراهقة الخاصة بها من قبل وأنه امر طبيعى ولابد أن تتقبله، وفى آخر المطاف توصلت إلى تقبل الأمر والتحدث معها بهدوء وعدم التصرف مثل الأجيال القديمة مثل والدها ووالدتها فى مثل هذه المواقف لأن المعطيات مختلفة والزمن مختلف وهم لديهم الانفتاح أكبر ووسائل التواصل الاجتماعى أكثر كل هذه الأساليب تجعل الأمر أكثر سهولة لهم.

د. مجدي حمزة


التوعية والدين والتقاليد طوق النجاة

وبالتواصل مع خبراء التربية وعلم النفس وعرض هذا الموضوع عليهم فكانت الآراء صادمة وأن كل هذا غير طبيعى أن يحدث فى هذا العمر للأطفال حيث قال الدكتور مجدى حمزة الخبير التربوى أن هناك أسسا للتعامل مع الأبناء فى فترة المراهقة أولا عدم التعامل بطريقة عنيفة مع الأطفال فى سن المراهقة ولكن بالإقناع والتحدث لهم وطمأنتهم أن يقولوا كل ما بداخلهم سواء الخطأ أو الصواب لأن هذه الطريقة هى الخطوة الأولى فى بناء جدار الثقة بين الآباء والأبناء لتكوين حوار هادف ومثمر بينهم.. مضيفا : لابد أن يقتنع الأب والأم بأن الارتباط فى سن المراهقة هو أمر طبيعى يمر به كل الأطفال ولابد من المرور بمثل هذه التجارب وعلى الآباء والأمهات تقبل هذه الفكرة وتقبل أخطائها أيضا، وبعد ذلك يأتى دور النصيحة للأبناء بطريقة هادئة والتناقش فى أن هذه الأمور غير صحيحة فى هذا الوقت وهو مخالف للعادات والتقاليد التى تربينا عليها ومخالف للشرائع الدينية.

د. يحيى فؤاد

خطر يهدد الأطفال

أما عن الرأى الآخر فكان للخبير التربوى الأسرى «يحيى فؤاد» حيث قال إن هذا الشعور «كارثة» وخطر يدق الأبواب للأطفال لأن عمر المراهقة لم يكن فى هذه السن الصغير ولكنه يبدأ فى المرحلة الثانوية أى عندما يصل الولد أو البنت إلى سن الـ 16 عاماً وغير ذلك هو اضطراب نفسى يحدث نتيجة افتقادهم الاحتواء والحنان من الأم والأب، ويرجع هذا الشعور إلى أنهم يريدون لفت الأنظار لهم ولشخصياتهم وأنهم مرغوبون، لأن هناك بعض الأطفال فى هذه السن يلجأون إلى اختلاق القصص الرومانسية الوهمية وهى فى عقولهم فقط لكى يقولون «نحن هنا»، وفى هذه الحالة لابد إلى الذهاب على الفور للأطباء المتخصصين للبحث مع الولد أو البنت والأب والأم لحل المشكلة .