فى الصميم

هل رأى بايدن.. «المحرقة» فى رفح؟!

جلال عارف
جلال عارف

بعد يومين من قرار محكمة العدل الدولية الذى يفرض على إسرائيل إيقاف كل العمليات العسكرية فى رفح.. كان العالم كله يشاهد «المحرقة» التى أقامتها إسرائيل للنازحين إلى الخيام فى رفح، ويتابع النيران المشتعلة وهى تأكل أجساد الأطفال الفلسطينيين فى منطقة أبلغت إسرائيل كل الهيئات المحلية والدولية أنها منطقة آمنة!!


العالم كله «رأى» المأساة.. ولعل الرئيس بايدن وأركان إدارته يكونون قد «رأوا» هذه المرة ما لم يروه طوال ثمانية أشهر ظلوا خلالها يؤكدون أن إسرائيل لا ترتكب «الإبادة الجماعية»، وأن قتل ٣٦ ألف مدنى نصفهم تقريباً من الأطفال لا يمثل «جريمة حرب»، وأن تدمير إسرائيل لكل أسباب الحياة فى غزة ليس إلا حادثاً عرضياً، وأن «الفيتو» الأمريكى جاهز للتصدى لأى محاولة لإدانة إسرائيل أو لإيقاف المذبحة!!
لعل الرئيس بايدن وأركان إدارته  يكونون قد رأوا هذه «المحرقة»، الإسرائيلية الأخيرة، وأن يدركوا أن إرادة العالم لن تظل مشلولة إلى الأبد، وأن الجنون الإسرائيلى لم يعد ممكناً الدفاع عنه، وأن الشرعية الدولية لم يعد ممكناً تحديها بعد أن تسلحت بقرار الجنائية الدولية الذى يتعامل مع نتنياهو ووزير دفاعه كمجرمى حرب، وبقرار العدل الدولية إيقاف العمليات العسكرية فى رفح.. ولعل القيادة الأمريكية بعد «المحرقة الصهيونية»، فى رفح لم يعد ممكناً، أن تواصل تعطيل الإرادة الدولية، وأن على مجلس الأمن أن يجتمع على الفور وأن يصدر قراره بالإيقاف الفورى والنهائى لحرب الإبادة التى تشنها إسرائيل، وأن يكون القرار تحت البند السابع الذى يفرض التنفيذ الإجبارى للقرار.


لم يعد هناك مجال للتسويف أو التهرب من المسئولية. النظام العالمى كله مهدد وعلى مجلس الأمن أن يتحرك، وأن يقرر، وعلى الولايات المتحدة أن تختار بين الوقوف مع الشرعية الدولية وإنهاء الإبادة الجماعية الإسرائيلية للشعب الفلسطينى، أو استدعاء «الفيتو»، ليكون شهادة السقوط السياسى والأخلاقى لأمريكا.
لم يعد أمام أمريكا إلا أن تختار الطريق، وأن تتحمل العواقب!