هدى وصفى: مهرجان إيزيس يرفع من شأن المرأة l حوار

هدى وصفى
هدى وصفى

محمد‭ ‬بركات

الدكتورة هدى وصفى هي واحدة من أبرز الشخصيات المصرية والعربية فى مجالات الفكر والأدب الروائى والأدب المقارن والنقد الأكاديمى، وأستاذ الأدب الفرنسى بجامعة عين شمس، حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات من عدة جهات عربية وأجنبية، منها وسام عيد العلم من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 1962، وسام فارس فى الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية 1993، وسام ضابط فى الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية، وسام قائد فى الفنون والآداب من الحكومة الإيطالية 2007، سجلت سيرتها الذاتية فى مكتبة الكونجرس الأمريكية، سيرة ذاتية فى قاموس المسرح جامعة نيويورك وسيرة ذاتية فى قاموس المرأة بباريس، كما شغلت وصفي العديد من المناصب الإدارية، منها مدير مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، مدير مركز الهناجر للفنون على مدار عشرين عاما من 1992 2012، مدير المسرح القومى، كما حصلت على جائزة الدولة التقديرية فى الفنون، ومؤخرا تم تكريمها من مهرجان إيزيس الدولى لمسرح المرأة.

كيف ترين تكريمك من مهرجان إيزيس الدولي لمسرح المرأة؟

سعيدة جداً بهذا التكريم، فكان من المفترض أن أتسلمه في الدورة الأولى من المهرجان، إلا أن التكريم ومراسم المهرجان في دورته الأولى تم تأجيلها بسبب وفاة المشير حسين طنطاوى، وأحيى القائمين على المهرجان لإقامة مهرجان مسرحى لدعم الجهود التي تبذلها الدولة حاليا لتمكين المرأة، وإقامة جسور ثقافية بين النساء من مختلف أنحاء العالم، وتشجيع التفاعل الثقافي وتعظيم مردوده على الإبداع والمسرح، تحفيز النساء على التعبير عن ذواتهن في إطار فني وفكري وجمالي، وتشجيع صناع المسرح على معالجة ومناقشة قضايا وهموم المرأة.

وما رأيك في فكرة المهرجان؟

أنا مع أي تجربة ترفع من شأن المرأة، لأنه على الرغم من تمكين المرأة في شغل المناصب القيادية في الدولة والتقدم الكبير في هذا الشأن، إلا أننا ما زلنا نعانى من بعض الأفكار الرجعية المتخلفة التى تهين المرأة وتظهرها بشكل لا يليق بها، وبالتالي فكرة وإقامة المهرجان مفيد للمرأة بشكل خاص ويساهم في رفع الظلم عنها ولو بشكل بسيط، أيضا مفيد للمسرح بشكل عام، لأن أي نشاط مسرحى سيعود بالنفع على الحركة المسرحية والثقافية، خصوصا أن المسرح يعانى بشكل كبير وليس في أفضل حالاته.

لماذا ذكرت أن المسرح ليس في أفضل حالاته ؟

المسرح في تدهور مستمر، نحن في منتصف العام وحتى هذه اللحظة لم يتم اعتماد خطة الفرق المسرحية القومية، لا أرى من القيادات المسرحية حماس أو غيرة على هذا الوضع المسرحى الراكد، وهم يستطيعون فعل الكثير، الجميع يتحجج بالظروف الاقتصادية وعدم وجود ميزانية، في الماضى كنت ضمن من تولوا إدارة مسرح الهناجر، وكانت الفرقة تعمل بكل طاقتها بدون اعتماد ميزانية، من يريد العمل يفعل أي شيء ولا يقف ساكناً، ومن يريد خدمة بلده يسعى ويجتهد، لكن نشاهد القيادات المسرحية والممثلين يجلسون في مكاتبهم، ويتقاضون رواتبهم والمسارح لا تعمل، نحتاج لمسارح كثيرة، أكثر من المهرجانات، وهذا ليس تقليلا من المهرجانات حتى نعطى الفرصة للعمل، أيضا يجب النظر فى ميزانية المسارح وتجنب العمالة الزائدة التى تستنزف جزء كبير من التى تخصص للإبداع أو الإنتاج، ويجب تصحيح الأوضاع، حتى لا يزداد الأمر سوء، وترتيب البيت من جديد.

عن أى نشاط أو دور تلقيت هذا التكريم؟

أعتقد أنه عن مجمل أعمالى الفنية والثقافية بداية من تولى منصب العضو المصرى والعربى بمنظمة اليونسكو عام ١٩٩٢، بالاضافة إلى رئاسة لجنة المسرح بالمجلس الأعلى للثقافة، ثم شغلت العديد من المناصب الإدارية، منها مدير مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى لعدة دورات وحققت نحاجا كبيرا وقتها، ثم مدير مركز الهناجر للفنون على مدار عشرين عاما، كما شغلت منصب مدير المسرح القومى، قدمت 46 مسرحية متنوعة واشتركت العروض التى قدمتها سواء فى الهناجر أو المسرح القومى بمعظم المهرجانات العربية والأجنبية، فى “ سوريا، العراق، تونس، المغرب، الكويت، فرنسا، إيطاليا”، حصلت على وسام فارس فى الفنون و الآداب  من الحكومة الفرنسية 1993، وسام ضابط فى الفنون والآداب من الحكومة الفرنسية، وسام قائد فى الفنون والآداب من الحكومة الإيطالية 2007، وجائزة الرواد من جامعة عين شمس، كما سجلت سيرتى الذاتية فى مكتبة الكونجرس الأمريكية، سيرة ذاتية فى قاموس المسرح جامعة نيويورك وسيرة ذاتية فى قاموس المرأة بباريس، فى الحقيقة لا أستطيع تحديد هذا التكريم عن أى عمل أو نشاط، فالمحطات كثيرة.

وما هى المحطة الأبرز فى مشوارك؟

دون شك أن القسم الفرنسى بكلية الأداب جامعة عين شمس بالنسبة لى هو بداية حياتى العملية، تفوقت فيه كرئيس القسم وكنت على وشك توقيع اتفاقية مع جامعة “السوربون” ولكن هذا المشروع لم يكتمل، هذا أيضاً كان سبب سعيى للخروج والتدريس فى أكاديمية الفنون، وفى فرنسا وغيرها من الأماكن، أيضاً أحببت عملى فى مركز الهناجر الذى ساهم فى تغيير شكل المسرح المصرى، وكان له تأثير كبير على جيل كامل من المسرحيين، وذلك عبر الورش الفنية التى نظمها، واستضاف فيها العديد من كبار المسرحيين من مختلف دول العالم، ومن أجمل فترات حياتى هى تولى رئاسة المسرح القومى لمدة 6 سنوات.

أثناء رئاستك مركز الهناجر تعرضت للانتقاد والهجوم، ما سبب ذلك؟

الانتقاد جاء مبكراً منذ أن توليت رئاسة مركز الهناجر، لم أكن المقصودة فى البداية ولكن كان المقصود هو فاروق حسنى وزير الثقافة الأسبق، فكان كل شئ يفعله فاروق حسنى يتعرض للهجوم، حتى اسم “هناجر” لاقى انتقاد شديد، بالرغم من أن هذا الاسم دارج ومعروف للجميع، فكان يريد من هذا المشروع عمل “مزج بين الفنون”، تداخل الفنون مع بعضها وكانت هذه الفكرة حديثة، كنا نعرض جميع أشكال الفنون وحققنا نجاحات كثيرة. 

كان لك دور مهم فى مهرجان القاهرة الدولى للمسرح التجريبى، ما تقييمك لهذه التجربة ؟

مهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى منذ نشأته وهو يسعى لخروج المسرح المصرى عن الشكل التقليدى، والبحث عن لغة جديدة لهذا الفن، حتى لا يعتمد على الكلمة فقط فمن الممكن ببساطة شديدة قراءة الراوية أو سماعها فى الراديو دون المشاهدة، فلا يوجد ما يمنع من تدعيم الكلمة بإيقاع موسيقى مع لغة الجسد وبإضاءة معينة لا تتعارض مع الكلمة خاصة أن البعض انتابته حالة من الملل من مسرح الكلمة من خلال مشاهدة شخصين أو ثلاثة يتحدثون مع بعضهم دون تقديم جديد، أغلب النظريات التى تدرس فى المعهد العالى للفنون المسرحيات مقتبسة من نظريات خارجية.. وقتها لم يقبل البعض هذا النوع من المسرح وخرج بعض المبدعين يهاجمون المهرجان التجريبى و وصفوه بـ”المهرجان التخريبى”، ولكن بعد ذلك حدث تلاقى فى الأفق الفكرى من خلال المهرجان التجريبى لمجموعة كبيرة من الشباب، خاصة أنه فى بداية المهرجان كان يشارك فيه أجمل العروض فى العالم، أدى ذلك إلى مزج بين الكلمة ولغة الإضاءة والموسيقى وحركة الجسد، وبالفعل ساهم المهرجان فى تغيير الشكل التقليدى للمسرح عبر استقدامه لتجارب متعددة من مختلف دول العالم، ومنها السينوغرافيا لتكوين لوحة متكاملة فى العرض المسرحى تجمع الديكور والإضاءة وشاشات العرض واستخدام التكنولوجيا التى فتحت آفاقاً أوسع للإبداع المسرحى، وشرفت بأن أكون مديرا لمهرجان القاهرة الدولى للمسرح المعاصر والتجريبى لعدة دورات، كانت تجربة مهمة وناجحة لدرجة أنه أثناء إلقاء الدكتور فوزى فهمى الكلمة الختامية للمهرجان قال “أحيى الدكتورة هدى وصفى دينامو المهرجان”، لم أنسى هذه الكلمة. 

اقرأ أيضا : القومي للمرأة يشارك في افتتاح مهرجان ايزيس الدولي لمسرح المرأة 

 

;