فى الصميم

لا مفر من إنهاء الحرب!

جلال عارف
جلال عارف

لن تستطيع إسرائيل الاستمرار فى حرب الإبادة بعد أن تأكدت أنها لم تعد فوق القانون ولا خارج المحاسبة، وبعد أن أصبح حكامها تطاردهم العدالة الدولية فى كل مكان كمجرمى حرب. ولن تستطيع الولايات المتحدة الاستمرار فى سياسة الدعم المطلق لإسرائيل وهى تفقد كل مكانتها فى العالم، ولن تستطيع مواصلة استخدام نفوذها لرفض إنهاء الحرب، ولا الاختباء وراء حكاية عدم تأييد قيام إسرائيل "بعملية كبرى" فى رفح لتغطى الاجتياح الفعلى للمدينة والمأساة الإنسانية لمليون ونصف المليون فلسطينى من المقيمين فيها والتى أكد عليها القرار الحاسم لمحكمة العدل بإيقاف القتال فوراً وبدون شروط!

حالة الهستيريا فى إسرائيل والتى صنعها جنون نتنياهو وحلفائه من زعماء عصابات الإرهاب المتطرف لم تعد قادرة على إخفاء الحقائق.. الحرب وصلت منذ شهور إلى طريق مسدود، والعالم كله يطلب إيقافها، وإسرائيل تحاكم بتهمة الإبادة الجماعية، وأمريكا نفسها لن تستطيع تحمل المزيد من الثمن الباهظ لدعم إسرائيل. ولو قبلت إسرائيل اقتراح "التهدئة المستدامة" واستمعت للتحذيرات من اجتياح رفح لكانت أقرب إلى إنهاء المأساة.. لكن جنون نتنياهو كان - ومازال - يهيئ له أنه قادر على أن يحارب العالم كله ليظل "الملك" الذى لا بديل له فى حكم إسرائيل، غير مدرك أنه لن يكون إلا محتالاً فاسداً فى سجون إسرائيل أو مطارداً فى العالم كمجرم حرب!!

الآن.. لم يعد ممكناً لنتنياهو وحكومته تجاهل العدالة الدولية. عندما تقول دولة مثل ألمانيا (وهى أكثر دول أوروبا انحيازاً لإسرائيل) إنها ستلتزم بحكم الجنائية الدولية وستقبض على مجرم الحرب نتنياهو إذا صدرت مذكرة اعتقاله الدولية، فهذا أمر لا يمكن تجاهله!!

..وعندما تدرك أمريكا أن رفضها لإنهاء الحرب كانت نتيجته وبالاً على إسرائيل نفسها، وأنه لا مجال للمزيد من التورط فى جرائم إسرائيل.. فهذا أمر لا يمكن أيضاً تجاهله!!.. وعندما تكون قائمة المطلوبين للعدالة الدولية كمجرمى حرب مازالت مفتوحة، فكيف يمكن لجيش إسرائيل أن يطلب منه مواصلة حرب الإبادة (فى رفح وخارجها) وأن يتحمل نتائج جنون نتنياهو وبن غفير؟!

لعلهم - فى إسرائيل - يتمنون الآن لو عادت الحياة لاتفاق "التهدئة المستدامة" الذى نسفه نتنياهو (!!) ولعلهم يدركون أن اجتياح رفح كان "الخط الأحمر" بالنسبة للعالم كله. ولعلهم يفهمون أن الحرب انتهت فعلياً وتسير منذ شهر فى طريق مسدود، وأن ما تبقى هو جنون نتنياهو، وهلاوس "المتصهينين" فى أمريكا وانتظار لتفعيل القوة العربية نرجو ألا يطول!!