نهار

مغامرة الست!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

بالتأكيد ليست مصادرة على عمل لم يصدر بعد... ولا هى مصادرة على طموح أصحابه ورغبتهم فى التحدى والمغامرة... لكن سؤال النجاح مشروع، والخطوة الأولى بحاجة الى الدقة والجدية والاختيار، وامتلاك الأدوات والمقومات والإمكانات.. وهو ما لا يتحقق تمامًا مع الفنانة منى زكي،لتقديم شخصية أم كلثوم فى فيلم (الست) تأليف أحمد مراد وإخراج مروان حامد !!...
طبعًا منى زكى فنانة موهوبة، مجتهدة ومتميزة، تمتلك الكثير من الخبرات والتجارب الناجحة.. لكن الشاطر لا يعنى أن يقوم بفعل كل شىء، وأى شىء...لا منى زكى مغنية، ولا علاقة لها بالغناء من قريب أو بعيد.. حتى خامة صوتها فى الكلام العادى، بعيدة تمامًا عن صوت أم كلثوم العريض والرخيم (حين تتكلم) وبعيد عن قوة وهيبة الشخصية!!... والتكوين الجسمانى لمنى زكى، يختلف أيضًا عن أم كلثوم... صحيح أن الإمكانات والميزانيات المخصصة للفيلم، ضخمة وهائلة... ليس من أجل أن تقدم منى زكى أم كلثوم، لكن من أجل أن تقوم آمال ماهر بالبطولة الغنائية، وتلعب صوت أم كلثوم بالفيلم.
  اختيار الفنان ما يناسبه ويناسب قدراته وإمكاناته هو ضمانة النجاح والإبداع.. يعنى مش ممكن أن نأتى بعدوية ليلعب دور عبد الحليم حافظ (رغم أهمية صوت عدوية).. ولا أن نأتى بعادل إمام ليؤدى دور عبد الوهاب!!..
صحيح أن الممثل المبدع، قادر على لعب كل الأدوار، يصيغها ويمنحها الروح والملامح.. لكن تقديم الممثل لشخصية عامة لها ملامحها وخصوصيتها وتكوينها المحدد، يحتاج قدرًا كبيرًا من التوافق والانسجام... ليس لتقليد الشخصية، لكن من أجل الإمساك بجوهر وروح الشخصية.
جزء كبير من مغامرة الست وتحدياته، محكوم بكتابة أحمد مراد لسيرة أم كلثوم.. زاوية النظر، الرؤية، الموقف، القيمة.