بعد 20 يومًا من اختفائه .. المباحث تكشف لغز مقتل شاب كفر البطيخ والإنتربول يتدخل

الضحية
الضحية

حبيبة‭ ‬جمال

  لم يكن ذلك الشاب المسكين، الذي يدعى حسين، يعلم أنه سيدفع حياته ثمنًا لنزوات زوجة أخيه الرخيصة، التي تركت الحب الحلال وراحت تلهث وراء شهواتها عندما وقعت في علاقة محرمة مع شخص آخر، وعندما اكتشف أمرها وبدلًا من أن تعود لرشدها، عاندت أكثر وارتكبت جريمة أكبر من الخيانة وهي القتل؛ بدم بارد اتفقت مع عشيقها على قتل ذلك الشاب، ثم هربت خارج مصر اعتقادًا منها أنها لن تنكشف جريمتها لكنها فاقت على كابوس مفزع؛ وهي ملاحقة الإنتربول لها وإعادتها لأرض الوطن للتحقيق معها في جريمتها.. تفاصيل مثيرة بدأت من 20 يوما، منذ لحظة اختفاء المجني عليه وحتى العثور على جثته وكشف المباحث لغز الجريمة.

حسين نبيل، هو بطل قصتنا، شاب في العشرينيات من العمر، يعيش مع أسرته في منزل صغير بقرية سيف الدين، التابعة لمركز الزرقا، بمحافظة دمياط، أسرته الصغيرة المكونة من أم وشقيق توأم وشقيق أكبر وزوجته، أسرة بسيطة تعيش بهدوء وحياة طبيعية، توفى الأب منذ عامين، وخرج حسين ليعمل حلاقا لمساعدة أسرته وكسب لقمة العيش بالحلال، وشقيقه الأكبر متزوج منذ أكثر من 14 سنة من سيدة تدعى إيمان، يحبها ويهيم بها عشقًا، يعمل كل ما في وسعه لتنفيذ كافة طلباتها، لكنها قابلت حبه بالغدر والخيانة، سارت تلهث وراء نزواتها الرخيصة، انجرفت نحو طريق الحرام، تناست زوجها وأنها أم لثلاثة أطفال، وارتمت في أحضان عشيقها، اعتادت على لقاءاتها المحرمة مع العشيق أوقعها في شباكه منذعام ٢٠١٦م، عاشت أيامًا وليال غارقة في العلاقة المحرمة، والزوج المسكين لا يدري أي شيء، خاصة أنه سافر للخارج وتركها وحدها بصحبة أولاده في شقة استأجرها لهم بعيدا عن منزل أسرته. 

الزوجة لم تدرك أن خيانتها مهما طالت سوف تنكشف لا محالة، فكانت واهمة لأبعد درجة، خاصة وأنها تعيش لوحدها بعيدا عن أسرة زوجها؛ لكن استطاع حسين اكتشاف القصة وعرف أن زوجة أخيه خائنة، وعندما هددها بأن تتراجع عما تفعله وإلا وسيخبر أخيه بكل شيء، تظاهرت أمامه أنها نادمة ولن تفعل ذلك مرة أخرى وأنها لحظة شيطان.

صدقها حسين قليلا وصدق دموع التماسيح التي سالت من عين شيطانة، وفي المقابل ذهبت إيمان تبلغ عشيقها، وجلست تفكر معه كيف يتخلصان من حسين حتى لا ينكشف أمرهما، فقررا قتله.

استدراج واختفاء

ذهب حسين مع شقيقه التوأم رأس البر لقضاء وقت ممتع سويا هربا من الضغوطات والمشكلات، وأثناء عودتهما وبالقرب من منزل المجني عليه بمركز الزرقا دمياط، طلبت منه المتهمة مقابلته للتحدث معه في امر هام؛ لم يكدب حسين خبرًا وقبل أن يصعد الى بيته ذهب اليها دون أن يخبر شقيقه بشيء، وعند نقطة الالتقاء، وهي شقتها، وجدها بصحبة عشيقها والذى يعمل موظف، الذي قتله قبل أن يتفوه بكلمة واحدة؛ انقض عليه وخنقه ثم كبل يديه وقدميه وحمل الجثة في سيارته، وذهب لعمله كأنه لم يرتكب أي جرم، وبعدما انتهى من العمل، ذهب ودفن الجثة في الصحراء بالقرب من جمصة، ثم أمسك بهاتف الضحية وأرسل رسالة لأسرته؛ بأنه سيسافر للعمل في ليبيا ولا داعي للبحث عنه.

بمجرد وصول الرسالة لأسرة حسين، ساورهم الشك والقلق، واحد يأتي من رحلة ترفيهية ويسافر فجأة إلى دولة ليبيا دون أن يصعد ويخبر أفراد اسرته ويودعهم؟!،تواصلوا معه هاتفيا لكن بلا فائدة، فالهاتف مغلق، من هنا بدأت الشكوك تساور الأسرة، اخذت تبحث عن حسين لكن بلا فائدة، لم يكن أمامهم حلا سوى إبلاغ الشرطة وتحرير محضر بالاختفاء.

جثة مدفونة

بعد 20 يومًا من البحث، مرت وكأنها20 عامًا، على الأم المكلومة التي كانت على أمل أن يعود ابنها في أي لحظة ويرتمي بين أحضانها ويخبرها أين كان، لكنها فاقت من أحلامها وهو عائد لها لكن هذه المرة جثة هامدة، مات غدرًا، على يد زوجة أخيه وعشيقها.

جهد كبير وعمل ليل ونهار من مباحث كفر البطيخ لكشف لغز الجريمة والقبض على المتهمين، وتحديدًا أمين الشرطة الذي ظل يراوغهم أيامًا بعدم إرشاده عن مكان الجثة، لكن في النهاية تمكن رجال المباحث من كشف اللغز. 

تواصلنا مع محمد عبدالعليم محامي الأسرة وصديق المجني عليه، ليسرد لنا تفاصيل أكثر، فقال: «حسين تغيب يوم الأربعاء الموافق 17 ابريل، ووجدنا منه رسالة في اليوم التالي يقول فيها: «أنا تعبت وقررت أسافر ليبيا وطيارتي كمان ساعتين، صبروا أمي على غيابي ومحدش يدور عليا»!، ثم أرسل اللوكيشن وكان المطار، لكن اتضح بعد ذلك أن عشيقها كان في نفس المكان لتهريب المتهمة للخارج، بمجرد ما وصلت الرسالة شعرت أن هناك شيئا غير طبيعي يحدث، فاتصلت به لكنه لم يجب، فأرسلت له رسالة عبر الواتساب أن يرسل رسالة بصوته حتى تطمئن والدته، لكن أغلق الهاتف، هنا بدأ القلق يساورني أكثر، فبدأت أفحص كاميرات المراقبة من المكان الذي نزل فيه أثناء عودته مع شقيقه، وبالفعل رصدت كاميرات المراقبة تحركاته إلى أن اختفى، فلم يكن أمامي حلا سوى إبلاغ الشرطة، ومن هنا تشكل فريق بحث وكان الخيط الأول هو تتبع الهاتف، والذي وجد أن آخر مكالمة دارت بين الضحية كانت مع زوجة أخيه، بالبحث عنها لم نجدها وكأنها فص ملح وداب، وبتتبع هاتفها هي الأخرى وجدت المباحث مكالمات ومحادثات بينها والمتهم الثاني موظف وبالفعل تم القبض عليه، ورغم اعترافه بالجريمة بأنه قتله بعدما كشف أمر العلاقة غير الشرعية بينه والمتهمة الأولى، إلا أنه رفض الإرشاد عن مكان الجثة، وحاول قطع لسانه حتى لا يتكلم، لكن تم عمل الإسعافات الأولية له وإجراء عملية جراحية، وأرشد عن مكان الجثة، وتعرفنا عليه، والحقيقة أن رجال المباحث بذلوا مجهودًا كبيرا في تلك القضية بداية من الرائد حمزة شوقي رئيس مباحث مركز الزرقا، والرائد محمد سالم رئيس مباحث كفر البطيخ ورجال المباحث من مديرية أمن دمياط، وبعد التصريح بدفن الجثة، أمرت النيابة بإلقاء القبض على المتهمة التي هربت خارج البلاد، ونحن على ثقة بالقضاء العادل وستنكشف الحقيقة بصورة أكبر بعد إعادة المتهمة لمصر وسيعود حق حسين الذي مات غدرا دون ذنب».

هذه كانت هي التفاصيل الكاملة لتلك القصة المأساوية؛ فالتحقيقات مازالت مستمرة، والتي ستكشف لنا مفاجأت كثيرة خاصة بعدما تدخل الإنتربول للقبض على المتهمة ليتم ترحيلها لمصر للتحقيق معها. 

اقرأ أيضا : عنادا في زوجته.. المشدد ١٠ سنوات لمتهم قتل ابن زوجته بالسلام 


 

;