مقتل الأب والأبن.. جريمة قتل في حضن الجبل

الضحايا
الضحايا

قنا‭: ‬أبو‭ ‬المعارف‭ ‬الحفناوي‭ ‬

لم تجف عيناها من الدموع بعد، ولم تعرف طعمًا للنوم حتى الآن، بالرغم من مرور أيام على مقتل زوجها وابنها، بطلقات نارية، بعد العثور على جثتيهما في قرية حمرة الدوم في حضن الجبل بمركز  نجع حمادي شمالي محافظة قنا

الحزن خيم على الجميع، ربة منزل اكتوى قلبها بنار الفراق، فقد فقدت نجلها وزوجها معا، فقدت من كان سندا وعونا لها، تحملت ما لم يتحمله قلب بشر، رأت زوجها وابنها، جثتين غارقتين في الدماء، الرصاص في كل مكان في جسديهما، وطفل صغير الرصاص «طيّر» أجزاءً من رأسه.

جريمة غامضة في حضن الجبل، بعد العثور على جثتي عامل وابنه، بهما طلقات نارية، في ظروف غامضة، كانت في البداية، إلا أن سرعة تحرك الأمن، وتكثيف الجهود والتحريات الأمنية، كانا السبب في كشف غموضها، وسرعة ضبط المتهم والسلاح المستخدم في الواقعة.

الزوجة المكلومة على أمرها، أصبحت حزينة، لا سند لها ولا قوة، باتت تشكو حالها وقلة حيلتها، أصبحت وحيدة، تبحث عن حق ابنها وزوجها، على الترتيب حسب قولها، فزوجها كان يعمل باليومية من أجل كسب قوت يومه، حتى ينفق على أسرته المكونة من زوجته وابنه تبلغ من العمر 17 عاما، وأحمد 18 عاما، وعادل 13 عاما، ووالدته.

الأم المنهارة في البكاء، عشعش الحزن في قلبها، والدموع لم تجف بعد، روت تفاصيل ما حدث قائلة: منذ 15 يوما مضت قبل وقوع الجريمة، ابنتي تقدم لها عريس وتمت خطبتها، وكان والدها يفكر في تجهيزها، أصبح يعمل ليل نهار من أجل أن يرى ابنته سعيدة ويوفر لها احتياجاتها ومتطلبات الزواج.

وتابعت الام: في الليلة الأخيرة قبل وفاته، ذهب برفقة ابني عادل، إلى حفل زفاف في قرية مجاورة، وتأخر على غير عادته، انتظرته كثيرا وكان قلبي يحدثني أنه أصابهما مكروه وكنت أحاول أن لا أصدقه، ساعات مرت وكنت بين الثانية والأخرى أحاول أن أكذب نفسي ومرات أحاول أن أصدقها، الحيرة والشك قتلا بداخلي كل شيء، ومع ظهور الشمس، بات الأمل في عودتهما ضعيفا للغاية.

انطلقت برفقة شقيق زوجي ووالدته على تروسيكل، ذهبنا نبحث عنهما في كل مكان، والخوف على مصيرهما بدأ يزداد، ومع كل ثانية تمر، يوسوس لنا الشيطان بأمور، وهي أنهما ماتا ولن يعودا مرة أخرى، ذهبنا هنا وهناك، بحثنا عنهما في كل مكان، حتى كانت الصدمة والمفاجأة التي لم يستطع أن يتحملها قلب أم أو حتى قلب أي بشر. 

تصف الزوجة الحزينة، المشهد البشع قائلة:»واحنا بندور على جوزي وابني لقيناهم مرميين في الطريق، كلهم دم، مضروبين بالنار في كل مكان في جسمهم، الرصاص مخرم جسمهم، وولدي رأسه طارت من الرصاص، وزوجي جسمه متخرم من الرصاص، والله منظر ما في حد يقدر يستحمله ، طيب جوزي مات مين هيحمينا ويصرف علينا وولدي ذنبه ايه يموت بالطريقة دي، حسبي الله ونعم الوكيل، أنا عايزة حق ابني وجوزي عشان ارتاح».

بلاغ بالواقعة

كانت بداية الواقعة ، بالعثور على جثتي علي.ع.أ، 48 عامًا، ونجله عادل، 13 عامًا، بهما إصابات طلقات نارية في قرية حمرة الدوم بنجع حمادي، ونقل الجثتان إلى المستشفى، وتحرر محضر بالواقعة وأخطرت الجهات المختصة لتتولى التحقيقات.

وتمكنت وحدة مباحث مركز شرطة نجع حمادي، برئاسة الرائد محمد إمبابي، من ضبط هشام.ع.م، 30 عاما، قتل الأب ونجله، بسبب خلافات مالية بينهما، على شراء بندقية آلية.

وكشفت التحريات؛ أن مرتكب الواقعة، يقيم بقرية مجاورة بدائرة المركز، وقرر بقيامه بإيهام العامل برغبته فـى شراء «بندقية آلية - طبنجة»، منه فقام باستدراجه ولدى وصوله ونجله باغتهما بإطلاق أعيرة نارية تجاههما من بندقية آلية كانت بحوزته، فأودى بحياتها، واستولى على السلاحين الناريين وهاتفى محمول ولاذ بالهرب، وتم بإرشاده ضبط البندقية الآلية المستخدمة فـى الواقعة - السلاحين المستولى عليهما - عدد من الطلقات - هاتفى المحمول المشار إليهما.

تم التحفظ على المتهم والمضبوطات، وإحالة الواقعة إلى جهات التحقيقات، والتي قررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات.

اقرأ أيضا : اليوم.. النطق بالحكم على عامل كاوتش قتل زوجته بكرداسة

;