فى قبضة الأمن .. مستريحة طريق الصعيد بعد أكبر عملية نصب

المتهمة
المتهمة

بنى‭ ‬سويف‭: ‬عويس‭ ‬الطحاوي

دائما ما نسمع ونقرأ كل يوم عن النصابين أو ما يطلق عليهم "المستريحين"، ولا  نعرف لماذا حتى الآن يقع الضحايا في هذا الفخ؟!،  يبدو أن حديث "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين" لا يعرفون معناه أو يعرفونه ولكن الوهم في انهم سوف يحصلون على ما يتمنوه ذريعة كي يعطوا أموالهم لنصاب؛ فأصبح النصب عليهم من أسهل الطرق، فبمجرد أن يغريهم الشخص بالأرباح أو بتلبية مطالبهم تسيل لعابهم ويخرجون ما معهم له منتظرين ما تمنوه؛ وهذا ما حدث مع مستريحة طريق الصعيد "اميرة" لم يكن عسيرا عليها أن تستولي على مئات الملايين من الجنيهات من ضحاياه بزعم إما الحصول على شقق أو التعيين في وظائف حكومية!

الحكاية معروفة والنهاية واحدة؛ والنتيجة هي ضياع شقى العمر، في السطور التالية نسرد حكاية مستريح جديد ظهر في بني سويف؛ سيدة أوهمت ضحاياها بقدرتها على توفير وحدات سكنية ووظائف حكومية، نشاطها لم يتوقف عند محافظة بني سويف محل سكنها بل امتدت لكل محافظات الصعيد ووصلت شهرتها وجرائمها ايضا حتى محافظات الجيزة والقاهرة والإسكندرية.

في محافظة بني سويف بدأت الحكاية، حيث تعيش أميرة، سيدة أعمال او بأدق أوهمت الجميع بذلك، وحتى تكون القصة أو "النصبايه" محبوكة شرعت في إنشاء جمعية خيرية هذا غير محلات الملابس التي تمتلكها ومؤكد من أموال ضحاياها، اضف الى كل هذا وجهها الذي يوحي بالطيبة والتدين وهي ابعد ما تكون عنهما تمامًا، اتخذت أميرة من كل هذا ستارا لجرائمها، وكالعادة وقع الأهالي في فخها، عزفت على وتر البحث عن الثراء لحنها المسموم، مرتدية قناع الطيبة والإحساس بالمعاناة التي يعيشها البسطاء.

كذب وخداع

أميرة كانت لديها القدرة على الكذب والخداع بدرجة كبيرة جدا، أوهمت ضحاياها بأنها على علاقة بمسئولين كبار من داخل المحافظة وخارجها بكل محافظات الصعيد بل وحتى في محافظات وجه بحري، أقنعتهم بأنها الساحر الذي يفتح لهم الأبواب المغلقة؛ زعمت لهم أميرة أنه بإمكانها واستطاعتها من خلال "الرجال المهمين" التي تعرفهم حق المعرفة، أن توفر لهم وحدات سكنية إما في إسكان المحافظة أو الإسكان الاجتماعي علاوة على توفير وظائف حكومية لهم! 

بدأت نشاطها في محل سكنها ببني سويف واستطاعت أن تنصب على عدد منهم، ثم عادت لممارسة أعمالها ولكن تلك المرة في  محافظات الصعيد حتى نستطيع ان نطلق عليها بحق "مستريحة طريق الصعيد"؛ ولكن هل اكتفت بهذا اميرة؟، النصاب طالما وجد امامه الطماع فتأكد انه بخير كما يقول المثل الدارج، وصلت حيل أميرة الى النصب على ضحاياها في القاهرة والجيزة والإسكندرية، فمازال اسلوبها في اغتيال أحلام البسطاء مستمرا، وبدأت تعزف للبسطاء أسطوانة علاقاتها بكبار المسئولين، وقدرتها على توفير الوحدات السكنية للمحتاجين بلا مقابل أو بأسعار رخيصة لمن يستطيع ان يدفع سعر التكلفة في الاسكان الاجتماعي، وسرعان ما صدق ضحاياها ما يسمعونه من الكلام المعسول وأن حلمهم بشقة أو وظيفة في جهة حكومية سوف يتحقق بهذه السهولة، وأسرع كل منهم في دفع كل ما يملك من أموال لتلك السيدة التي جذبتهم بمظهرها اللائق وكلامها المعسول، ولكن فجأة تبخرت أحلام هؤلاء، واستيقظوا على كابوس ما بعده كابوس بعدما وجدوها اختفت ولم يعرفوا عنها أي شيءٍ، لم يكن أمامهم حلًا سوى اللجوء لمركز الشرطة لتحرير محاضر بما حدث معهم.

بلاغ واعتراف

تعددت البلاغات حتى وصلت الى المئات أمام اللواء أسامة حلمي، مساعد وزير الداخلية لأمن بني سويف، ضد سيدة تدعى أميرة وزوجها بعدما أوهمت ضحاياها بقدرتها على توفير وحدات سكنية لهم بل ووظائف ايضا للشباب في جهات حكومية حتى ان المبالغ التي تحصلت عليها من ضحاياها وصلت الى أكثر من 400 مليون جنيه؛ على الفور أمر بسرعة ضبطها وتقديمها  للنيابة، وشكل اللواء منصور الدغيدي مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، فريق من إدارة البحث الجنائي برئاسة العميد إبراهيم أبو دومة رئيس المباحث الجنائية بالمديرية ضم كلًا من العقيد محمد الجبالي، مأمور القسم، ونائبه المقدم ياسر، والعقيد مصطفى أبو عقرب، والمقدم محمود فؤاد رئيس مباحث قسم شرطة بني سويف، والرائد مصطفى عبد اللطيف، وتم تقنين الإجراءات واستهدافها  بعد أن حاصر الضحايا سكنها ببني سويف، وتم إلقاء القبض عليها هي وزوجها واصطحابهما للقسم.

وبمناقشتها في البلاغات المقدمة ضدها والايصالات الموقعة عليها للضحايا اعترفت بما جاء بمضمون البلاغات، تم فحص تلك البلاغات بمعرفة إدارة البحث الجنائي، وتبين أنها مقدم ضدها بلاغات من محافظات الصعيد وكذلك هناك بلاغات بمديرية أمن الجيزة والقاهرة والإسكندرية ضدها، تم تحرير محضر بالاعترافات، وبعرض المحضر على النيابة العامة قررت تحت إشراف المستشار مصطفى المتناوى المحامي العام الأول لنيابات بني سويف، حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات. 

مفاجأة

هل تتوقف المفاجآت عند هذا الحد؟!

أميرة بعد القبض عليها وحبسها بعد قرار النيابة على ذمة التحقيقات داخل قسم شرطة بني سويف؛ ذهب اليها زوجها "أبو زيد" حاملا لها ما لذ وطاب من المأكولات وزجاجات المياه والعصائر، يرتدي البذلة باديًا على وجهه الحزن والأسى ولا يزال يردد "ان زوجته بريئة وان نيتها حسنة وكانت تنوي مساعدة الناس إما بتوفير شقة أو وظيفة حكومية"، ولكن هل ينطلي هذا الخداع على ضباط المباحث؟، سرعان ما طلبوا منه بطاقة الرقم القومي 

ليكتشف الضباط ان الزوج الذي رسم على وجهه ملامح الجدية والصرامة والحزن ما هو إلا هارب ومعه زوجته ايضا من قضية  تزوير، وصدر ضدهما حكم بالسجن 10 سنوات بالفيوم، تم التحفظ على الزوج وعمل ملف جديد بالعقوبة الصادرة ضد الزوجين وترحيلهما إلى مديرية أمن الفيوم معًا لقضاء العقوبة.

ربما الأيام القادمة سوف تحمل مفاجآت كثيرة من خلال تحقيقات النيابة مع الزوجة، أما الزوج فمؤكد سوف يقضي عقوبة التزوير كاملة مع زوجته بسجن الفيوم إذا لم تظهر مفاجآت أخرى في قضية زوجته تشير الى اشتراكه معها في جريمة النصب على الضحايا.   

اقرأ أيضا : «مستريحين السجاد».. سقوط الأشقاء الثلاثة في قبضة مباحث طوخ

;