قمة سويسرية أوكرانية بدون روسيا.. موسكو: «مسرحية غير مجدية»

علما أوكرانيا وسويسرا
علما أوكرانيا وسويسرا

تستعد سويسرا لاستضافة قمة سلام بشأن النزاع في أوكرانيا الشهر المقبل، لكن في غياب طرف رئيسي في الأزمة - روسيا. فقد رفضت موسكو المشاركة في هذه "المسرحية غير المجدية" على حد وصفها، واتهمت برن بانحيازها إلى جانب الغرب وكييف، مما يجعلها وسيطاً غير مؤهل للتوسط في الصراع.

على الرغم من ادعاءات سويسرا بالحياد، فإن استبعادها لروسيا من القمة المزمعة يطرح تساؤلات حول نزاهتها كوسيط محايد. فبينما تؤكد الحكومة السويسرية أن حيادها "ثابت"، تدين في الوقت نفسه بشدة "العدوان الروسي" على أوكرانيا، مبررة دعمها للعقوبات الغربية المفروضة على موسكو.

تسلط هذه الخطوة الضوء على المأزق الدبلوماسي الذي تواجهه سويسرا، إذ تسعى للحفاظ على موقفها الحيادي التقليدي، ولكن دون التغاضي عن الأزمة الدائرة في أوروبا الشرقية. وفيما تعول برن على أن تمهد قمتها الطريق نحو "سلام عادل ودائم" في المنطقة، تكشف ردود الفعل الروسية الغاضبة عن عمق الشرخ الذي أحدثته الحرب في العلاقات الدولية.

اقرأ أيضًا: سويسرا: لا يمكن تصور سلام في أوكرانيا بدون روسيا

القمة تهدف لتحقيق سلام عادل ودائم
وفقًا للحكومة السويسرية، تهدف قمة "السلام في أوكرانيا" المقررة في 15-16 يونيو، إلى تمهيد الطريق نحو "سلام عادل ودائم" في البلد الأوروبي الشرقي. 

وقد وجهت برن دعوات لأكثر من 160 وفدًا من جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أعضاء مجموعات السبع والعشرين والبريكس والاتحاد الأوروبي. ومع ذلك، لم تمتد سويسرا دعوة لروسيا للمشاركة في الاجتماع، وهو قرار أثار انتقادات من موسكو.

وصفت موسكو القمة المقبلة بأنها "عديمة الجدوى" وأوضحت أنها سترفض المشاركة حتى لو تمت دعوتها. وحاجت روسيا بأن القمة تستند إلى صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والتي رفضتها موسكو باعتبارها مطالب غير واقعية. 

وفي الشهر الماضي، اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تصريحات برن المتناقضة ظاهريًا "سخيفة"، مشددًا على أننا "لم نُدع إلى هناك" في الوقت الذي "يُقال فيه إنه من المستحيل حل أي شيء" دون روسيا.

من جانبه أكد متحدث باسم وزارة الخارجية السويسرية أن حياد برن "ثابت" ولن يتأثر بالقمة. ومع ذلك، أشارت التصريحات إلى أن "الحياد لا يعني اللامبالاة". ووضحت الوزارة أن "سويسرا تدين بشدة العدوان الروسي ضد أوكرانيا. 

وخارج المجال العسكري، لا يقف الحق في الحياد في طريق التضامن ودعم أوكرانيا وشعبها".

موازنة صعبة: العقوبات والرأي العام

على الرغم من ادعاءات الحياد، دعمت سويسرا العقوبات الغربية المفروضة على روسيا بسبب تصرفاتها في أوكرانيا. وفي الشهر الماضي، كشفت الوكالة الوطنية السويسرية المشرفة على العقوبات أن برن تحتجز ما يقدر بنحو 13 مليار فرنك سويسري (14.3 مليار دولار) من الأصول الروسية المجمدة في مؤسساتها المالية. 

ومع ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجراه مركز دراسات الأمن في جامعة إي تي إتش زيوريخ للبحوث، ونُشر في مارس، أن 91% من المواطنين السويسريين يعتقدون أن بلادهم يجب أن تظل محايدة، مما يسلط الضوء على الموازنة الصعبة التي يجب على سويسرا القيام بها.