في خضم التوترات المستمرة بشأن الحدود الأمريكية المكسيكية، تصدى حاكم ولاية تكساس جريج أبوت لمقترحات الرئيس جو بايدن الجديدة المتعلقة بطالبي اللجوء، واصفًا إياها بـ"الفاترة" ومتهمًا بايدن بإخفاء أزمة الهجرة غير الشرعية التي تسبب بها.
تواجه تكساس نصيب الأسد من موجة الهجرة الجماعية غير الشرعية التي تعبر الحدود الجنوبية للولايات المتحدة في السنوات القليلة الماضية، إذ انه لمواجهة هذا التدفق الهائل، لجأ الحاكم جريج أبوت إلى سياسات صارمة تهدف إلى ردع المهاجرين غير الشرعيين عن دخول الولاية.
من بين هذه التدابير نصب أسلاك شائكة على طول الشريط الحدودي مع المكسيك، فضلاً عن ترحيل المهاجرين الذين ينجحون في اجتياز الحدود إلى ما يُعرف بـ "مدن الملجأ" التي تتبنى سياسات أكثر ليبرالية تجاه المهاجرين غير الشرعيين.
اقرأ أيضًا: بايدن يخطئ مجددا و«يعين» كيم جونج أون رئيساً لكوريا الجنوبية
خطط بايدن الجديدة لسرعة معالجة طلبات اللجوء
في يوم الخميس الماضي، كشف الرئيس الأمريكي جو بايدن عن مجموعة من المقترحات الهادفة إلى تسريع عملية النظر في طلبات اللجوء المقدمة من قِبل بعض فئات المهاجرين، ومن بينهم من لديهم سوابق جنائية.
ووفقاً لهذه الخطط، سيتم منح موظفي اللجوء صلاحيات أوسع لإصدار قرارات بعدم أهلية بعض الأفراد للجوء في المراحل الأولى من عملية الفحص والتدقيق، بدلاً من انتظار فترات زمنية قد تصل إلى أشهر عدة لصدور حكم قضائي بذلك الشأن.
انتقادات متواصلة لسياسات بايدن الحدودية
في الوقت الراهن، لا يزال الرئيس بايدن يتلقى انتقادات حادة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على حد سواء، جراء تعامله مع أزمة الهجرة غير الشرعية عبر الحدود الجنوبية.
وتشير أحدث البيانات الصادرة عن مصلحة الجمارك وحرس الحدود الأمريكية إلى أن عدد حالات المواجهة مع المهاجرين غير الشرعيين على الحدود المكسيكية تجاوز 2.4 مليون حالة خلال السنة المالية 2023، بزيادة ملحوظة عن الرقم المسجل في 2021 والبالغ 1.7 مليون حالة تقريباً.
ويرى الجمهوريون أن السياسات الحدودية التي تنتهجها إدارة بايدن هي السبب المباشر وراء هذا التصاعد في أعداد المهاجرين غير الشرعيين حيث تشكل بمثابة عامل جذب للهجرة غير القانونية.
في المقابل، يعزو خبراء آخرون ظاهرة تدفق المهاجرين إلى الولايات المتحدة إلى عوامل أخرى كعدم الاستقرار السياسي والمالي الذي تعانيه بعض دول أمريكا الوسطى.
أبوت ينتقد مقترحات بايدن ويتحداها
رداً على مقترحات بايدن الجديدة حول ملف اللجوء، انتقد حاكم ولاية تكساس جريج أبوت، الذي يُعد من أبرز المنتقدين لسياسات الرئيس فيما يتعلق بقضايا الهجرة، هذه الخطوة واصفاً إياها بـ"الفاترة" في تغريدة له على موقع "إكس" (تويتر سابقاً) يوم الجمعة.
وأضاف أبوت أن الجهود التي بذلتها تكساس للتصدي لمشكلة الهجرة غير الشرعية أدت إلى "انخفاض" في حالات العبور غير القانوني للحدود، في إشارة منه إلى أن على بايدن الاقتداء بنهج تكساس في التعامل مع هذا الملف.
تدابير تكساس العسكرية على الحدود
وفي بيان مصاحب، أوضح أبوت أن مقترحات بايدن لن تؤدي إلى إبطاء وتيرة تدفق المهاجرين غير الشرعيين، مشيراً إلى أن عملية "لون ستار" العسكرية التي أطلقتها تكساس على الحدود الجنوبية، والتي تضمنت نصب أسلاك شائكة وألواح عائمة في نهر ريو غراندي من أجل ردع المهاجرين، كانت السبب وراء "انخفاض كبير" في حالات الهجرة غير الشرعية إلى الولاية.
وأضاف أبوت أن عملية "لون ستار" تمكنت من إيقاف أكثر من 510 ألف مهاجر غير شرعي منذ انطلاقها. وشدد على أن "عملية لون ستار تعمل بشكل جيد، ومن الأفضل للرئيس بايدن اتباع نهجنا، وإلا فعليه التنحي جانباً".
وعلى الرغم من النتائج الملموسة التي حققتها عملية "لون ستار" في الحد من تدفق المهاجرين غير الشرعيين إلى تكساس، إلا أنها واجهت انتقادات لاذعة من الحكومة الفدرالية التي أثارت مخاوف بيئية وإنسانية جدية حيال التدابير العسكرية الصارمة التي اتخذها أبوت على الحدود، إلا أن واشنطن رأت أن نصب الأسلاك الشائكة وإغراق بعض المناطق بالمياه يشكل تهديداً للنظام البيئي الهش في تلك المناطق، فضلاً عن المخاطر المحتملة على حياة المهاجرين الفارين من الفقر والحروب والاضطهاد في بلدانهم.
