قلب مفتوح

القاهرة عاصمة الحسم

هشام عطية
هشام عطية

مثل الثور الهائج الذى يرفض أن يرتقى درجات المقصلة يتصرف نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، ينقض كل عهوده يتملص من التزاماته، لا مانع لديه أن يحارب الدنيا بأسرها بما فيها أمريكا الحليف الأقرب، لا يريد سماع شىء سوى أصوات الحرب وهى الضمانة الوحيدة لبقائه فى منصبه بعيدا عن المساءلة والمحاكمة.

ورغم تعنت نتنياهو وصهاينة اليمين المتطرف فإنى على يقين بأن المفاوضات الدائرة الآن بين الفلسطينيين والصهاينة برعاية مصرية حتى وإن توقفت مؤقتا ستصل إلى بر التسوية، فقد أثبتت الأحداث ودورس التاريخ دوما أن مصر هى دولة الحسم وأن القاهرة هى عاصمة القرار.

ماراثون المفاوضات الذى تخوضه مصر من أجل إيقاف نزيف دماء الشعب الفلسطينى فى غزة ودفاعا عن أمننا القومى رغم التعنت الصهيونى والعقبات سيؤتى ثماره قريبا بسبب ما يملكه المفاوض المصرى من خبرات طويلة فى التفاوض مع الإسرائيليين والحمساوية معا بما يجعله قادرا على تعديل الموازين بين أطراف الصراع وليصبح الحق قائما ومقبولا والعدل ممكنا.

ورغم صعوبة العملية التفاوضية فى ظل محاولات التنصل الإسرائيلية من كل الاتفاقات فإن هناك أوراق ضغط كثيرة يمكن أن تجبر الدولة العبرية على القبول باتفاق عادل وملزم يوقف  الحرب المجنونة ويحقن الدماء ويعيد الهدوء إلى الأقليم الذى أوشك على الاشتعال.

الخناق يضيق على نتنياهو فإن سعى لإرضاء وزراء اليمين المتطرف فى حكومته فإنه لن يستطيع الإفلات من غضب أهالى الأسرى المحتجزين لدى حماس والذين حولوا شوارع إسرائيل إلى ساحات للتظاهر يوميا ولن يتمكن من الهرب من سخط الحليف الأمريكى الذى وصل لدرجة أن الرئيس صرح لشبكة سى إن إن : بأنه سيوقف بعض شحنات الأسلحة إلى اسرائيل إذا أمر نتنياهو باقتحام رفح.

والمثير أن بايدن أعترف بأن اسرائيل استخدمت القنابل الأمريكية لقتل الفلسطينيين المدنيين!.

إذا استطاع نتنياهو التغلب على ضغوط الشارع والبيت الأبيض فإنه لن يستطيع إسكات صوت المظاهرات فى كل جامعات أوربا وأمريكا التى تندد بالإرهاب الصهيونى..بما يؤكد أن نتنياهو فى المصيدة.