فى أروقة السياسة

إسرائيل تستخدم اللافندر

د. سمير فرج
د. سمير فرج

أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قلقه البالغ حيال المعلومات التى وصلته من غزة عن استخدام الجيش الإسرائيلى للذكاء الصناعي، لتحديد أهدافه فى حربه، مع حماس فى قطاع غزة، حيث أعلن للصحفيين أن استخدام إسرائيل الذكاء الصناعى لتحديد الأهداف فى قطاع غزة فى المناطق السكنية المكتظة بالسكان، قد أدت لارتفاع مستوى الخسائر بين صفوف المدنيين.

وتشير المعلومات إلى أن استخدام إسرائيل لنظام الذكاء الصناعى المسمى «لافندر»، قد سمح لها بقتل أعداد كبيرة من الفلسطينيين. وقد أيدت جريدة الجارديان اللندنية تلك الأنباء، حيث أوضحت أن نظام اللافندر يستخدم الآلة دون أن يتحكم فيها البشر لتحديد الأهداف المطلوب تدميرها. وقد أشارت بعض الأنباء عن تطوير إسرائيل لنظام لافندر، من خلال قسم استخبارات النخبة فى الوحدة 8200 فى الجيش الإسرائيلى، التى تشبه وكالة الأمن القومى الأمريكى، أو GCHQ فى بريطانيا، خاصة أنه من المعروف عن إسرائيل تقدمها فى مجال تكنولوجيا أمن المعلومات، وقد سبق لها تطوير العديد من أنظمة الطيران فى الطائرة الأمريكية إف-16. 

يعتمد نظام لافندر على تسجيل الفلسطينيين، فى غزة، باستخدام البصمات الرقمية لأفراد حماس المعروفين، وتوضع هذه البصمة على الحواسب الآلية للبحث عنها، وفور تحديد مواقعها، يتم استهدافها فى غضون ثوان، كما أنه يستخدم الضربات الليلية ضد المنازل التى ينام فيها مقاتلو حماس وعائلاتهم، مع السماح بتوسيع رقعة الهدف بين 15 إلى 20٪ من المنطقة المستهدفة، واحتسابها كأضرار جانبية، لكل هدف من أهداف حماس، علماً بأن نسبة الخطأ فى نظام لافندر لا تتجاوز 10٪. وتشير أبحاث جامعة جون هوبكنز، اعتماداً على صور الأقمار الصناعية، أن عدد الضحايا الفلسطينيين، جراء هذا النظام، بلغ حوالى 30 ألف فلسطينى. 

وتشير المصادر إلى أن إسرائيل قررت استخدام نظام لافندر بعد أسبوعين من بدء القتال يوم 7 أكتوبر 2023، اعتماداً على نجاحها فى تسجيل قاعدة بيانات لأفراد حماس على نظام لافندر، استغرق نحو ست سنوات، من خلال بنك معلومات للجيش الإسرائيلى، أُسس خصيصاً لهذا المشروع، من خلال مراقبة محادثات تطبيق «واتساب»، الذى كان حقلاً هاماً لجميع المعلومات عن كل مقاتلى حماس خلال السنوات السابقة.

وهكذا تقدم التكنولوجيا الجديدة كل يوم أفكاراً جديدة، وأسلحة متطورة، تستخدم أحدث ما أنتجه العقل البشري، ليزيد من تدمير البشرية، إذا ما أسىء استخدامها. وبصراحة مش عارفين الدنيا رايحة فين ... ربنا يستر.