نوبة صحيان

تحرير سيناء مستمر

أحمد السرساوى
أحمد السرساوى

25 أبريل ليس مجرد عيد نحتفل فيه بتحرير سيناء!

لا.. لم يكن يوما مضى وانتهى مع آخر قدم للاحتلال غادرت حدودنا الشرقية بلا رجعة، بل كان ثمرة انتصار ساحق، وعمل عسكرى مبهر فى العبور العظيم، استكملناه بمعارك سياسية وقانونية ضارية، فاستعدنا بها كل ذرة  رمل من «حبة القلب» الغالية سيناء. 

نعم.. حررنا أرضنا بالدم وبالسلاح فى السبعينيات، ثم بتفاوض المنتصرين أكملنا الطريق فى الثمانينيات.. ثم بدأنا بناءها والتعمير فيها بإيقاع هادئ بطيء فى التسعينيات، ما شجع خفافيش وطيور الظلام على اتخاذ جبالها أوكارا ليستوطنها احتلالا جديدا، اسمه الإرهاب، تنامى وتكاثر  فيها بعد 25 يناير 2011.
لكن كل ذلك تغير فى السنوات العشر الماضية، بعد ثورة 30 يونيو 2013، فتم القضاء على أوكار الإرهاب الذى عشش فيها، بعد عدة عمليات عسكرية ناجحة اختتمت بالعملية الشاملة سيناء 2018.

وامتدت يد التطوير فيها وحولها بصورة مدروسة وإيقاع سريع للغاية، شملت كل مناحى التنمية البشرية والعمرانية، راعت كل مساحة سيناء التى تزيد علي 60 ألف كيلو متر، شمالها ووسطها وجنوبها، شرقها وغربها، فوصلت حجم الاستثمارات المخصصة لها رقما قياسيا وهو 700 مليار جنيه.

وانتهت تماما ما كان يطلق عليها «عزلة سيناء» ببناء الأنفاق العملاقة أسفل قناة السويس، لتتضاعف شرايين الوصل بين أرض الفيروز والوادي، وتصبح كبارى وأنفاقا ومعديات تربط مصر الكبرى، بمصر الصغرى، أى سيناء، كما وصفها فيلسوف الجغرافيا الكبير د.جمال حمدان، الذى حلت ذكرى وفاته الـ31 قبل أيام.

سيناء الآن «شكل ثاني» بعد تطوير ميناء العريش، وتطهير بحيرة البردويل، وبناء المدن الحديثة كالإسماعيلية الجديدة شرق القناة، أى داخل سيناء، ومستشفيات ومدارس وتجمعات سكانية، ومراكز شباب فى الوسط تضاهى إن لم تكن أفضل من مثيلتها فى وادى النيل.

نعم.. التحديات مستمرة لكن الإرادة حديدية لدى الدولة المصرية لتنال سيناء ما تستحقه، ويتحقق حلمنا فى جذب الملايين من المصريين إلى ربوعها.