يحدث فى مصر الآن

مجدى يعقوب جرَّاح خارج السرب

يوسف القعيد
يوسف القعيد

كنتُ قد كتبتُ فى يوميات الأخبار الثلاثاء الماضى يوميات عنوانها: مذكرات الدكتور مجدى يعقوب، كتبتها بحُب لمذكرات الرجل التى أصدرها الناشر المتميز محمد رشاد فى كتاب.

وحاولتُ أن أكون أمينًا فى عرض ما جاء بالكتاب، وفى التطرق لبعض القضايا التى أثارها الكتاب فى ذهنى.
فمجدى يعقوب علامة بارزة فى تطور مصر، وفى رحلتها الحديثة وتجربته يجب أن تُقدَّم لكل مصرى سواء كان داخل البلاد أو خارجها. فهو إنسانٌ مصرىٌ عادى، تمكَّن من فعل المُعجزات.

ومحمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية، أحد الناشرين الجادين الذين يأخذون مُهمتهم كرسالة من رسائل الحياة التى يؤمن بها ويفعل المُمكن والمستحيل من أجلها.

صحيح أننى لم أنشُر أى كتاب من كُتبى عنده. لكن تربطنى به صداقة نادرة ومتابعة غير عادية لكل ما ينشره. فهو من وجهة نظرى صاحب رسالة قبل أن يكون تاجرًا. غَضِبَ منى محمد رشاد لأننى ذكرت سعر الكتاب وما كان يجب أن أفعل هذا ولن أعاود ذكره مرة أخرى حتى لا يغضب من جديد. لكن رُخْص سعر الكتاب وكونه يُصبح فى متناول يد القارئ العادى مسألة أساسية بالنسبة لى.

لقد تربَّيتُ فى ظل ثقافة الستينيات الذى كان يرى أن الثقافة رسالة يجب أن تصل لكل الناس سواء داخل مصر أو خارجها بأسعار فى متناول يد الجميع. حتى لو كان هذا القارئ يعيش فى أقصى جنوب الصعيد أو أقصى شرق البلاد أو غربها أو شمالها. فالثقافة رسالة وخدمة يجب أن تقوم بها الدولة على الوجه الأكمل.

تواصل الصديق محمد رشاد معى غاضبًا مما كتبته واليوميات موجودة فى جريدة الأخبار يُمكِن لمن يريد العودة إليها أن يفعل ذلك. وأنا كتبت ما كتبته بحُبٍ لمجدى يعقوب ومن قدَّموا مُذكراته بالعربية سواء كان الدكتور محمد أبو الغار، أو الدكتور محمد أحمد غُنيم رائد زراعة الكُلى فى مصر.

أعودُ لأوضح أن ما فعله مركز مجدى يعقوب للعلاج سواء المركز الذى يعمل فى أسوان، أو الذى ينطلق من القاهرة يجعل مجدى يعقوب يستحق تمثالاً يُقيمه كل مصرى فى قلبه. ولذلك سَعِدتُ بلا حدود بما قام به الذين ترجموا الكتاب: أحمد شافعى ومن قبلهم جميعًا ومن بعدهم محمد رشاد صاحب الدار المصرية اللبنانية للطبع والنشر، والتى قدمت للثقافة المصرية والعربية والعالمية الكثير جداً. مما يضعها فى مقدمة دور النشر الموجودة فى الدنيا كلها.

فصاحبها له رسالة فى نشر الكُتب آمن بها ونفَّذها بكل إخلاصٍ ومودة. أما سعر الكتاب فتلك قضية يُمكن أن تناقش من الألف إلى الياء. فيجب أن يكون الكتاب رخيصًا وفى متناول يد القارئ العادى. بل أننى حلُمتُ فى المقال السابق بأن نحتفل ذات يوم بمحو أميَّة آخر أُمى مصرى حتى يقرأ ويكتب المصريون جميعًا ورثة هذه الحضارة الكُبرى.

أوضِح كُل هذه الأمور وأشكر من جديد ولن تكون المرة الأخيرة محمد رشاد الناشر الذى يقوم بمهامه فى خدمة الوطن والقارئ العادى والثقافة. أيضًا يقدم لنا نموذجًا على كل شابٍ مصرىٍ أن يحلُم أن يكون مثله.