صيام 6 أيام من أفضل الأعمال فيه| «شوال» فرصة لكسب الحسنات بعد شهر الخيرات

د. بيومى إسماعيل
د. بيومى إسماعيل

يأتى شهر شوال بعد شهر رمضان المبارك كموسم من مواسم الطاعات، وفيه من الفضائل الدينية والاجتماعية التى توجب على المسلم الاجتهاد لتحصيل الأجر والثواب، فقد اختصه الله سبحانه وتعالى بعبادات خاصة كصيام ستة أيام منه وأيضا ابتداء الحج فيه حيث يشرع من أراد الحج أن يبدأه فى شهر شوال فيحرم ويبقى محرما إلى يوم التروية، وإن كان حجه متمتعا فيجوز له أن ينوى الحج فيه ثم يؤدى العمرة ويتحلل من إحرامه إلى وقت الحج.

يوضح الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر سبب تسميته بشوال وما هى الطاعات والعبادات المستحب القيام بها فيه قائلا: شهر شوال من الشهور الطيبة بعد شهر رمضان فهو من أشهر الرحمات والبركات وسبب تسميته بشهر شوال قيل لارتفاع درجة الحرارة وقيل لأن الإبل تشول لبنها أى ترفعه فلا تعطى لبنا، وذكرت المراجع التاريخية أن شهر شوال سمى بهذا الاسم فى عهد كلاب بن مرة وهو الجد الخامس لرسول الله صلى الله عليه وسلم فى عام 412 م.

ويضيف: حفل شهر شوال بأحداث مهمة حدثت فيه من أهمها زواج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها فى عام ١هجرية فهدم بذلك عقيدة العرب فى التشاؤم من الزواج فى شوال، وأيضا من الأحداث غزوة أحد سنه ٣ هجرية، ولقد ذكر القرآن طرفا منها فى سورة آل عمران وكذلك غزوة بنى قينقاع وهم طائفة من اليهود وقد أجلاهم النبى صلى الله عليه وسلم عن المدينة المنورة بعدما أظهروا غدرهم ومكرهم بعرض امرأة مسلمة، هذا بالإضافة إلى أن هناك بعض الأعمال المستحب القيام بها فى هذا الشهر لتحصيل الحسنات بعد رمضان فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « إن من صام رمضان وأتبعه ستا من شوال فكأنما صام الدهر»، والمعنى أن من واظب على صيام رمضان وستة أيام من شوال فى كل سنة فكأنما صام طول حياته، أما من صام رمضان وستا من شوال سنة واحدة فكأنما صام سنة واحدة، لأن الحسنة بعشر أمثالها ورمضان بعشرة أشهر حتى لو كان تسعة وعشرين يوما، فإن الله يجبر النقص بفضله والستة أيام بشهرين كل يوم بمقام عشرة أيام، وإنما علمنا النبى صلى الله عليه وسلم أن زمن الطاعة مستمر مع المسلم وقد سئل الإمام الأوزاعى عن ناس يتعبدون الله فى رمضان فقال: «بئس القوم إن عبدوا الله فى رمضان فقط». وسئلت السيدة عائشة رضى الله عنها عن عمل رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: (كان عمله ديمة)، ولذا يستحب المداومة على العمل الصالح من قراءة القرآن وصلة الأرحام وقيام الليل وأداء الصلاة فى وقتها وفى المساجد لأن من ثمرات المداومة على الأعمال الصالحة حسن الخاتمة، قال ابن كثير الدمشقي: (لقد أجرى الله الكريم عادته بكرمه أن من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه يوم القيامة ومن عاش على القرآن مات عليه ومن عاش على غيره مات عليه يوم القيامة، وهذا الرجل الذى مات وهو يحج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كفنوه بثوبيه فإنه يبعث ملبيا يوم القيامة أيضا تصير الطاعة طبيعة فيه فيتعود عليها فتصير جزءا من شخصيته وأيضا الطاعة سبب لطمأنينة النفس والعز فى الدنيا ومصاحبة الأنبياء والصديقين والشهداء فى الآخرة) قال تعالى: «ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا».