في ختام سلسلة مقالات انا وعيلتي وجدت أنه من الضروري يكون حسن الختام هو الكلام عن البيت اللي بيضم العيلة، المكان اللي هو في الحقيقة اكتر من أبواب وشبابيك وحيطان وعفش!
البيت اللي مالقيتش وصف أصدق ولا أجمل اوصف بيه البيت زي وصف المبدع مرسي جميل عزيز لما وصف بيت العيلة في أغنية الساحرة فايزة أحمد بيت العز يا بيتنا من فيلم انا وبناتي.
بيقول الشاعر المبدع:
بيت العز يا بيتنا على بابك عنبيتنا
فيها خضرة وضليلة بترفرف ع العيلة
و بتضلل يا حليله يا حليله من اول عتبيتنا
يا بيت العز يا بيت الفرح يا بيتنا.
بيوصف الشاعر المبدع بصورة جميلة أهم صفة ضروري تكون في البيت علشان يستحق عن جداره مش بس يكون بيت للعيلة لا وكمان يكون البيت ده بيت العز!
والصفه دي هي صفة الاحتواء واللي شبهها الشاعر هنا بالعنبايه وظلها اللي بيضلل على الجميع دون استثناء، بنستخبى تحتها من الشمس والحر، وده بالظبط الغرض اللي المفروض يقوم أي بيت على أساسه أنه يكون الملجأ اللي بنحتمي فيه من كل شيء بيأذينا خارجه، تكون الساعات اللي بنقضيها مع عيلتنا جوه البيت ده هي السكينة والأمان والطاقة اللي بنشحن بيها نفسنا علشان نقدر نواجه العالم الخارجي بكل غباوته وقسوته واستفزازه!
مايكونش ابداً بالنسبة لنا السجن اللي ما بنصدق يجي وقت الخروج علشان نهرب منه وما نرجعش إلا إذا كنا مضطرين!
بيقول مرسي الجميل العزيز:
بيت العز يا بيتنا، في حيطانك جنينيتنا
بمحبه زرعناها، بمحبة سقيناها
وكبرنا ويّاها يا حليلة واحلوت فاكهتنا
والتشبيه هنا الحقيقة مش محتاج شرح كتير لانه بكلمات بسيطه قدر يختصر شيء مهم جداً في البيت أو بالأحرى في بيت العز وهو أن اللي بتزرعه في البيت حتماً بتحصده، زرعت محبة هتلاقي محبة زرعت تفاهم وإحترام وتقدير هتلاقي محبة وتفاهم وتقدير، زرعت عنف وسوء نية وسخرية وعدم تقدير هتلاقي ما زرعت ولكن مع هذه الصفات هتلاقي النتيجة مضاعفة!
أنا سامعه ناس كتير بيقولوا والله يا أستاذ
بنزرع المحبة بنلاقي العكس بنقدم السبت والأحد أجازة ما بيجيش!
أحب أقول لهم ان العطاء أي عطاء لو الهدف الأساسي منه هو الاخذ والرد والمقابل فهو عطاء مشروط وزرع يُروى بماء ملوث وكيماويات مسرطنة في غير موسمه، فكيف يثمر، وأن اثمر فكيف سيكون الثمر؟!!
وأخيراً يقول المبدع:
الله الله الله الله الله على عشرتنا
وعلى لمتنا حوالين بعضينا
الله على اجمل ايامنا وعلى احلامنا
وحكايات ليالينا
اللقمة الحلوة تجمعنا وتشبعنا وتكفينا
والكلمة الحلوة تفرحنا وتصبحنا وتمسينا
ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان
ان جيت من الباب هانرد الباب ونعيش فى امان
وان جيت من الحيط هانسد الحيط بحجر صوان
ابعد يا شيطان ابعد يا شيطان
بيت يعني لمّة وحكايات وأحلام مشتركة، لقمة حلوة وحلاوتها في انها بتجمعنا وبتشبعنا وبتكفينا.
مش بس اللقمة الحلوة اللي بناكلها في بيتنا هي اللي بتخلي عيونا شبعانة وولاد عز، لكن كمان الكلمة الحلوة اللي بتتقال لنا في البيت بتفرحنا وبتشبّع نفوسنا وقلوبنا وبنخرج للدنيا عنينا مليانه مش أي حد ولا أي كلمة حلوه تهز مشاعرنا ولا حتى أي حد ولا أي كلمة وحشة تهز ثقتنا في نفسنا.
بيت العز بيت من كتر حلاوته ووجوده العزيز بقت العين عليه وشياطين الانس مش هيسيبوا اهلة في حالهم لان بيوتهم للأسف كبيت العنكبوت!
والصفة الأقوى اللي بتميز بيت عز العيلة ترابط اهلة واتحادهم في مواجهة أي شيطان يجي من الباب من الحيط من تحت الأرض حتى هم قادرين عليه.
ما اقدرش أقول لكم ان لو بيوتكم فيها صفة واحدة من الصفات دي انتم في امان لكن اقدر انصح نفسي وانصحكم ان لو بيوتنا فقدت صفة واحدة من الصفات دي ضروري نسيب اللي ورانا واللي قدامنا ونقف ونراجع نفسنا كويس جداً ونشوف الغلط او التقصير او الشيطان جاي من أي شق ونصلّح ده بأقصى سرعة ممكنه ففي هذا الزمان ما اسرع ان تفقد بيوت العز صفاتها وتصبح خراب رغم وجود ساكنيها!