كشف حساب

عالم العار!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

أما آن للعالم أن يتحرك لوقف جرائم إبادة البشر والحجر غير المسبوقة فى قطاع غزة؟! أما آن للولايات المتحدة الأمريكية التى تتشدق بقيم الحرية والإنسانية والعدالة، ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية والجمعية العامة والاتحاد الأوروبى، اتخاذ موقف جاد لوقف الحرب الإسرائيلية الوحشية ضد المدنيين العزل؟! هل أصبح الكيان الصهيونى فوق القانون الدولى وحقوق الإنسان ومبادئ الحق والعدل؟! يا للعار عليكم يا قادة ما يسمى بالعالم الحر. الأطفال تذبح ليل نهار، والنساء الحوامل تقتل، والشيوخ يسقطون قصفا أو جوعا. سبعة أشهر من القتل والدمار، استخدم خلالها جيش الاحتلال الغاشم أحدث الأسلحة المحرمة دوليا، والقنابل القذرة، لمحو غزة وماعليها. أكثر من ١٢٠ألف شهيد ومفقود وجريح، ولم يتحرك أحد من قادة الدول المتقدمة. بل لم تخجل الولايات المتحدة الأمريكية من استخدام حق النقض «الفيتو» فى مجلس الأمن، عدة مرات، لإجهاض أى قرار لوقف الحرب. كما قامت دول مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا بمنع مؤتمرات ومظاهرات مؤيدة للفلسطينيين وحقهم فى إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. إنه عالم العار. دستوره ادعاء حماية حقوق الإنسان، والحريات والديمقراطية والعدالة والمساواة ومكافحة العنصرية، والسقوط بشكل فاضح وفج، فى أول اختبار، أمام البشرية كلها. فقد ضربوا جميعا بكل هذه المبادئ الأخلاقية النبيلة عرض الحائط، عندما تعلق الأمر بكيان مجرم اسمه إسرائيل! دولة تم فرضها بالقوة والغدر والتآمر، على خريطة الشرق الأوسط. وقاموا بدعمها اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، لضمان بقائها. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد. بل تخلوا عن مبادئهم النبيلة، التى يتباهون بها، و يستخدمونها ذريعة لفرض أجنداتهم على الدول النامية، حتى يفسحوا المجال للكيان البلطجى لتنفيذ خططه الشيطانية بإبادة الشعب الفلسطينى.
آن للعالمين العربى والإسلامى إدراك أن عالم العار «الحر» لن يقدم شيئًا لإنقاذ الفلسطينيين من الإبادة الجماعية. وأنه لامفر من موقف عربى إسلامى موحد و قوى، لوقف هذه الحرب الملعونة وإنقاذ إخوتنا الفلسطينيين من المصير الأسود الذى يخطط أعوان إسرائيل لدفعهم إليه، والإصرار على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، اللهم إنى قد بلغت اللهم فاشهد.