نهار

وعى المشاهد!!

عبلة الروينى
عبلة الروينى

ليست من مهام الدراما الإجابة على الأسئلة، ولا تقديم حلول جاهزة للمشاكل التى تعرضها.. تلك قراءة ساذجة، حريصة على إرضاء  متفرجيها الكسالى.. تفكر نيابة عنهم، وتتكلم نيابة عنهم، وتعمل وتقرر نيابة عنهم أيضا !!... أعمال من هذا النوع، تريح المشاهد بالتأكيد.. لكنها فى النهاية لا تضيف شيئا، سوى تبديد الوقت!!...

العمل الفنى الجيد الحقيقى.. يهز سكون الواقع، يخلخل منظومة الكسالى، يوقظ الوعى ويحرك العقل، بشكل يدفع المشاهد الى التأمل والبحث بنفسه عن حل المشكلة، والإجابة على الأسئلة.. ويدفعه أيضا إلى إعادة طرح السؤال أو الإتيان بأسئلة جديدة ومغايرة..

أهم ما فعله مسلسل»الحشاشين» تأليف عبد الرحيم كمال وإخراج بيتر ميمى... هو رفع وعى المشاهد ومستوى النقاش، من أحاديث جعفر العمدة وزوجاته الأربعة.... إلى شغف البحث والمعرفة وراء العمل الفنى، والجدل والنقاش حوله... أسئلة اللغة المناسبة لتقديم الدراما التاريخية (الفصحى أم العامية)؟!.. حدود العلاقة بين الممثل والشخصية الفنية التى يقوم بأدائها؟!... البحث عن تاريخ حسن الصباح وتاريخ الحشاشين؟!.

العمل الفنى الحقيقى، لا يقدم وعيا جاهزا، ولا إجابات نموذجية، ولا نهايات سعيدة (بختامها يتزوج الأبطال)!!.. العمل الفنى الجيد لا يقبل المشاهد (المتلقى) السلبى الكسول.. على العكس يطالب مشاهده، أن يتأمل حاله وردود أفعاله ومصيره... يطالبه أن يمارس دوره ومسئوليته كشريك.. أن يدرك أهميته الفاعلة كمشاهد.

العمل الفنى الجيد، ليس فقط جماليات وأفكاراً وحكايات... لكن أه‍ميته الكبرى فيما يحدثه من جدل وتأثير على وعى المشاهد.