شئ من الآمل

عبدالقادر شهيب يكتب: رفح بعد العيد!

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

أيام قليلة وينتهى شهر رمضان ويهل علينا العيد .. لكنه لن يأتى معه بالفرحة وإنما بنذر حدوث أكبر مجزرة بشرية في التاريخ المعاصر إذا ما اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلى رفح الفلسطينية التى يعيش فيها الآن أكثر من مليون ونصف المليون من أهل غزة أغلبهم ممن لاذوا بها مكرهين تحت ضغط العدوان الإسرائيلي البشع .

لقد أجلت حكومة نتانياهو اقتحام رفح الفلسطينية حتى ينقضى شهر رمضان وعيد الفطر لتتفادى الكثير من الغضب الأمريكى والعالمى، لكنها لم تتراجع عن ذلك.. وتشير المعلومات إلى ان المباحثات الامريكية الاسرائيلية بخصوص عملية رفح باءت بالفشل ولم تتوصل إلى اتفاق يلغى هذه العملية بسبب إصرار حكومة نتانياهو على القيام بها، خاصة وإنها لم تواجه من حكومة بايدن بتهديدات بوقف مدها بالسلاح الامريكى .. فإن واشنطن تقول انها غاضبة من حكومة نتانياهو وتتمنى رحيلها، لكنها مع ذلك مازالت متمسكة بما تسميه حق اسرائيل فى الدفاع عن نفسها بقتل آلاف المدنيين وموظفى المنطمات الإغاثة واقتحام المستشفيات !

كما ان المعلومات الخاصة بمباحثات الهدنة التى تشارك فيها امريكا تشير إلى انها لم تقترب بعد من التوصل إلى اتفاق قريب بسبب الخلاف حول مسألة عودة النازحين الفلسطينيين إلى شمال قطاع غزة، وهى الهدنة التى يعول عليها كثيرون منهم الأمريكان فى تأجيل أو إلغاء عملية رفح، رغم أن نتانياهو قال إنها سوف تتم حتى بعد الهدنة لو تم التوصل لاتفاق خاص بها وامتدت لستة أسابيع كما هو مطروح للتباحث الآن.

وإزاء إخفاق الأمريكان فى اثناء الاسرائيليين عن القيام بعملية رفح، وعدم التوصل إلى اتفاق الهدنة حتى الآن زادت مخاطر قيام الاسرائيليين بعد العيد بهذه العملية التى تعد بمثابة المجزرة الأكبر التى ترتكبها قوات الاحتلال الاسرائيلي في غزة، وتأتى فى سياق الخطط الإسرائيلية للتخلص من أكبر عدد من أهالى غزة، سواء بالقتل أو التهجير القسرى.. وهكذا لن يحل العيد بالفرحة على أهالى غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة وإنما بكارثة كبيرة لو لم تُمارس امريكا ضغوطا جادة على الاسرائيليين لمنعها ، وتتوقف عن مدهم بالسلاح وحمايتهم دوليا بالفيتو فى مجلس الأمن، بدلا من إنكار جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية فى غزة ، وأيضاً رفض منح فلسطين العضوية الكاملة فى الأمم المتحدة .