بدون تردد

نستطيع.. بالعلم والعمل «٢/٢»

محمد بركات
محمد بركات

من المسلمات الواضحة والمؤكدة فى عالم اليوم والأمس وغدًا، بل وفى كل وقت ومكان، من دنيانا ودنيا كل البشر المليئة بالشعوب والدول، على تعدد واختلاف ألوانها وألسنتها، أن الفارق بين من يتربع على عرش القمة الاقتصادية والعسكرية فى العالم، أو من يبقى راقدًا فى القاع يعانى الفقر والعوز،...، هو الفارق بين من سلكوا طريق العمل والعلم الجاد، وأخذوا بأسباب التقدم ومن سقطوا فى غياهب النوم وأحضان الكسل والإهمال وعدم الجدية.

وإذا ما أدركنا ذلك ووعينا حقيقته، فلابد أن نقول بوضوح ونعترف بصراحة، إن قيمة العمل هى القيمة الضرورية واللازمة للأخذ بها طريقًا للتقدم، وعن قيمة العلم هى القيمة الضرورية واللازمة للأخذ بها وسيلة للحداثة والتطور.

وفى إطار المصارحة الواجبة لابد أن نقول بوضوح ونعترف بصراحة بأن قيمة العمل مازالت غائبة نسبيا عن البعض منا، وذلك للأسف واضح وجلى من خلال القصور الظاهر فى حجم الإنتاج، وأيضا مستوى الجودة فى المنتج المحلى.

حيث إنه من المؤكد أن إنتاجنا كمًا وكيفًا مازال أقل مما يجب أن يكون، وأن جودته أقل أيضا، مقارنة بكم وجودة إنتاج الدول المتقدمة، وهذا شىء يدعو للأسف والألم فى ذات الوقت.

والمصارحة الواجبة تقتضى أيضا القول بأن المتأمل لواقع الحال فى مجال العمل والإنتاج، لابد أن يصاب بخيبة أمل وغصة مؤلمة، إذا ما قارن ذلك بحجم ومستوى وجودة العمل والإنتاج فى الدول المتقدمة،..، بل وفى غيرها من الدول البازغة والصاعدة على طريق التقدم، والتى كانت حتى يوم قريب أقل منا فى مستوى العمل وجودة المنتج، ولكنها الآن أصبحت فى وضع اقتصادى وإنتاجى أكبر وأعلى، حيث إنهم الأكثر إنتاجا والأعظم جودة.

وفى ذلك لابد أن نقول بوضوح أنه أصبح من الضرورى والواجب، العمل بإصرار وجدية على تغيير هذه الصورة، والقضاء نهائيا على المفاهيم والسلوكيات المعوقة للإنتاج والعمل الجاد.

ويجب وفورًا السعى لترسيخ قيمة العمل والإيمان بقدسيته باعتباره قيمة مقدسة تعلو فوق كل القيم، لأنها هى الطريق الوحيد والصحيح للانطلاق بالوطن إلى المستوى الذى نطمح إليه ونسعى له ونستحقه أيضا، إذا ما أخذنا بالعلم والعمل الجاد طريقًا ومنهجًا.