شىء من الأمل

أفراح المطرية !

عبدالقادر شهيب
عبدالقادر شهيب

لو كنت سياسيا أو مسئولا حزبيا أو واحدا من نشطاء المجتمع المدنى لمنحت اهتماما خاصا للإفطار الجماعى الذى تنظمه بنجاح منقطع النظير منطقة المطرية كل عام الآن فى شهر رمضان.. فهذا الافطار الذى يتناول فيه الآلاف من مواطنى المطرية إفطارهم  جماعيا ومعهم ضيوف من داخل وخارج مصر يعد نموذجا فذا للعمل الجماعى المبهر والتنظيم الجيد والمحكم  جدا.. ولذلك هو يمنح الفرصة للسياسيين ونشطاء المجتمع المدنى الفرصة للتعلم واكتساب الخبرات العملية فى كيفية القيام بالعمل الجماعى الناجح والمنظم والذى يشارك فيه الآلاف من المواطنين. 

ولم يكن هذا الإفطار ينجح كل عام لو لم يكن هناك وراءه مجموعة من المنظمين المتطوعين الأكفاء الذين يبلغ عددهم ٨٠٠ شخص، ولو لم يكن هؤلاء يعقدون اجتماعات عديدة قبل حلول الشهر الكريم لتوزيع الأعمال العديدة والتى تبدأ بتجهيز الشارع الرئيسى والشوارع الجانبية على امتداد ثلاثة كيلومترات، وتمتد إلى تقاسم التكاليف وأيضاً تقاسم الأعمال المختلفة، ولا تنتهى بتنظيم المرور فى المنطقة واستقبال الضيوف وقبلها تجهيز الطعام، ثم إخلاء المكان بشكل منظم بعد انتهاء حفل الإفطار الجماعى. 

كلها أعمال تبدو بسيطة ولكنها لكى تتم تحتاج أولا لإرادة العمل الجماعى، وثانيا لمتطوعين لهذا العمل الجماعى، وثالثا لتخطيط وإعداد وتحضير جيد يتسع لكل التفاصيل الصغيرة، ورابعا لقبول شعبى كبير بهذا العمل الجماعى، والذى يرتقى إلى درجة الفرحة بالقيام به. 

إن من قاموا على تنظيم هذا الإفطار الجماعى فى منطقة المطرية الذين لم يهمهم أن يدخلوا موسوعات عالمية قدموا لنا نموذجا فذا للعمل الجماعى الناجح والمبهر الذى يعد شحيحا لدينا، خاصة وسط المنخرطين فى العمل السياسى والمنهمكين فى أنشطة المجتمع المدنى.. إنه نموذج يتعين التعلم منه ومحاكاته، ويتعين على نشطاء المجتمع المدنى خاصة العمل النقابى التعلم أيضا منه كيف يشاركون فى عمل جماعى ناجح يحقق البهجة والفرح كما هو الحال فى إفطار المطرية.