فى المليان

الـفــشل فـى تنـفـيذ الـقـرار أمر لا يغتفر للمجتمع الدولى

حاتم زكريا
حاتم زكريا

كشف قرار مجلس الأمن الدولى فى اجتماعه يوم الإثنين الماضى 25 مارس بوقف إطلاق النار فى قطاع غزة من كافة الأطراف عن الوجه الحقيقى والقبيح لحكومة الحرب الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو..

كل ردود فعل المسئولين الإسرائيليين بلا استثناء تؤكد أنهم لن يلتزموا بتنفيذ القرار الذى اتخذه المجلس بالإجماع مع امتناع الولايات المتحدة لعدم تضمنه إدانة حماس لهجومها على غلاف غزة يوم 7 أكتوبر الماضى وأسرها عدداً من الإسرائيليين واحتجازهم لديها.. 

وكان قد تبنى القرار العشرة المنتخبون من أعضاء المجلس وطلب المندوب الروسى تعديل الصياغة ولم يحظ طلبه بالموافقة ولكنه لم يستخدم حق النقض (الفيتو) ليوافق فى المحصلة النهائية مع باقى الأعضاء على النص كما طرحه الأعضاء المنتخبون العشرة مع امتناع الولايات المتحدة. 

ولا شك أن قرار مجلس الأمن الأخير جاء تتويجاً للجهود المصرية بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى وآخرها استقباله بقصر الاتحادية يوم الأحد الماضى 24 مارس أنطونيو جوتيريش أمين عام الأمم المتحدة بحضور سامح شكرى وزير الخارجية والوزير عباس كامل رئيس المخابرات العامة وفيليب لازارينى مفوض عام وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإلينا بانوفا المنسقة المقيمة للأمم المتحدة فى مصر.. 

وأشاد الرئيس السيسى بمواقف الأمين العام للأمم المتحدة جوتيريش من الأزمة الجارية بقطاع غزة وحرصه على الالتزام بمبادئ القانون الدولى والقانون الدولى الإنسانى ونشاطه المستمر فى حث المجتمع الدولى على التحرك لإنهاء الحرب وحماية المدنيين، مؤكداً ضرورة اضطلاع مجلس الأمن بمسئولياته فى ذلك الصدد، ومشدداً على خطورة قطع الدول دعمها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيما يعد عقاباً جماعياً للفلسطينيين الأبرياء.. 

وركز اللقاء على تطورات الأوضاع فى قطاع غزة، واستعرض الرئيس السيسى الجهود المكثفة للوصول إلى وقف فورى لإطلاق النار وتبادل المحتجزين وإنفاذ المساعدات الإنسانية بالقدر الكافى لإغاثة المنكوبين بالقطاع سواء بالطريق البرى بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية ذات الصلة أو من خلال الإسقاط الجوى ولاسيما لمناطق شمال القطاع.. وشهد اللقاء تطابقاً فى المواقف بشأن خطورة الموقف وضرورة تجنب تغذية العوامل المساعدة المؤيدة لاتساع نطاق الصراع، وكذلك الرفض التام والقاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، والرفض والتحذير من أى عملية عسكرية فى رفح بما لها من تبعات كارثية على الوضع المتدهور. كما شدد الرئيس السيسى للأمين العام للأمم المتحدة على حتمية حل الدولتين كمسار وحيد لتحقيق العدل والأمن والاستقرار بالمنطقة وضرورة تهيئة الظروف الملائمة لتفعيله.. 

ومن جهته أعرب جوتيريش عن تقديره الكبير لدور مصر الإقليمى كركيزة محورية للاستقرار مشيداً بالجهود المصرية للدفع نحو وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، وحرص مصر على إبقاء منفذ رفح البرى مفتوحاً بشكل متواصل على مدى الشهور الماضية منذ بدء الأزمة الراهنة مشيراً إلى زيارته يوم السبت 23 مارس للمعبر، وأثنى الأمين العام للأمم المتحدة فى هذا الإطار على ما لمسه من جهد مصرى ضخم لقيادة وإدارة عملية إيصال المساعدات إلى أهالى غزة على الرغم من الصعوبات.. وكان الأمين العام للأمم المتحدة محط تقدير كبير وإشادة من أعضاء مجلس الأمن الدولى فى اجتماعهم يوم الإثنين الماضى.. وأشار جوتيريش إلى القرار بعد صدوره وبأنه يجب تنفيذه وسيكون الفشل فى ذلك أمرا لا يغتفر.. 

وقبل جلسة مجلس الأمن التقى أنتونى بلينكن وزير الخارجية الأمريكى يوم الخميس الماضى 21 مارس بالرئيس عبدالفتاح السيسى، بعد أن التقى فى نفس اليوم بالقاهرة مع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وقطر والإمارات وأمين سر منظمة التحرير الفلسطينية.. وأوضح الرئيس السيسى لبلينكن الموقف المصرى، والذى أكد عليه وزراء الخارجية العرب فى لقائهم مع الوزير الأمريكى.. 

ويبدو أن نتنياهو هو الأزمة الكبرى فى التوصل إلى اتفاق يرضى الإدارة الأمريكية مع الدول العربية التى ترى أن فى إمكان الولايات المتحدة بمزيد من الضغط أن ترغم إسرائيل على التراجع وقبول رؤية المجتمع الدولى.. 

وعن رؤيتها لقرار مجلس الأمن.. مبدئيا ترحب مصر باعتماد هذا القرار رغم ما يشوبه من عدم توازن نتيجة إطاره الزمنى المحدود والالتزامات الواردة به. 
ومن ناحية أخرى جاءت زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية للقاهرة يوم السبت الماضى 23 مارس، ولقاؤه مع الرئيس السيسى فى جلسة مباحثات تناولت سبل تعزيز مسارات التعاون الثنائى المتميز بين البلدين الشقيقين والفرص الواعدة لتوسيع آفاقه إلى مستويات أرحب، بما يعزز الشراكة العميقة فى مختلف المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتنموية والسياسية..