بقلم: سهام فودة
الأم كلمة صغيرة، لكنها تحوي العالم بأكمله، هي الدنيا المليئة بالفرح والأمل والحنان، وهي سرٌّ من أسرارِ السرور والسعادة في الدنيا، ورضا الله سبحانه وتعالى في الآخرة،
هي عالم لا ينتهي من الحب والعطاء والتضحية، فهي تلك الملاك التي وضع رب العالمين عز وجل في قلبها كل الحنان والعطف والرقة، فعندما خلق الله الحياة خلق آدم وحواء أي ان الانثى هي اساس الحياه مع الرجل.
ولأنّ الأم هي العيد، كان لا بّد من تَخصيص عيدٍ لها وحدها، ليحتفل العالم أجمع بها؛
في مثل هذه الأيام من كل عام يحتفل العالم بعيد الأم إقرارا وعرفانا بدورها الرائد في المجتمع فهي مربية الأجيال صانعة الأبطال الحصن النفسي المنيع للأبناء من تقلبات الزمن هي الداعمة بلا مقابل والمعطاءة بلا حساب .. هي من تهون الشدائد وتذلل الصعاب للأبناء بكل ما استطاعت إليه سبيلاً.. في عينها تجد الحنان والرضا الخوف والامتنان.
أما عن مكنونات نفسها ك "أم" فلتوقن أن هناك العديد من الأسرار والمشاعر التي لم تفصح عنها أبدا فهي تظل في سريرتها لا تحدث بها أحد .. قد أستطيع أن أخبرك بعضاً منها ...
لن تخبرك أمك أنها تفضلك علي ذاتها حقيقة وليس مجازا فتبث دعاءها لك منفرداً إلي السماء قبل دعاءها لنفسها بل وقد تغفل نفسها تماما وتكرث دعاءها لك وحدك.
لم تخبرك أمك كم تشعر من الوهن كل يوم لأداء واجبات الأمومة ولكنها تجعلك تراها وهي مجتهدة لتظن أنها لا تكل أبدا.
لم تخبرك أمك عن كم حلما تخلت في سبيل الحفاظ علي سعادتك واستقرارك فهي تبتعد عن المغامرة (وإن كانت تهواها) في كل جوانب حياتها تختار دائما الخيار الآمن والملائم لأبناءها مهمشة رغباتها وأحلامها فالأولوية لم تعد لنفسها بعد الآن.
لم تخبرك أمك كم قدمت لك ذلك الطعام في سعادة عارمة وبقبلة دافئة علي جبينك بينما كان هذا غدائها بعد يوم شاق.
لم تخبرك أمك عن مدي شعورها بالامتنان لمجرد أنك ابنها فلا يهمها ماذا أصبحت أو علي ماذا حصلت فهي ممتنة لتلك الهبة التي أعطاها إياها الخالق لتكتشف في حبها لأبناءها درجة من العشق لم تعرفها قط قبل أن تصبح أم.
لم تخبرك الأم أنها منذ أنجبتك لم تعد تمتلك قلبها بل أصبح يتبعك أينما ذهبت وأينما حل بك... يهدأ ويطمئن فقط إن كنت بخير ..ويهرع ويرتعب إن قلقت عليك.
أؤمن أن الانسان حين يفقد أمه فإنه يفقد أكثر من أحبه في هذه الدنيا وأحمد الله أنها دنيا وأن هناك جنة ليجتمع بها الأبناء بأمهاتهن بلا ألم أو مرض بلا فراق وبلا موت يمزقهم مرة أخري
رحم الله كل أمهاتنا وسلاماً كل أم رأت النعيم في عيون أبناءها فامتنت للنعمة وشكرت الواهب واستمسكت بالمبادئ وغرست القيم وقومت الخلل وبحثت عن الأمل في أحلك الظروف .. سلاما علي الأم أينما كانت سلاماً يصاحبها بطول عمرها ويعانق روحها حتي تصل لجنة ربها.
