بـ ..حرية !

بو عزيزى.. وبو شنيل

محمد عبد الحافظ
محمد عبد الحافظ

فى ديسمبر عام ٢٠١٠ أضرم مواطن تونسى يدعى «محمد بو عزيزى» النار فى نفسه اعتراضا على سياسة بلاده، فأشعل ثورة وسقط النظام!

وأول أمس أضرم طيار فى البحرية الأمريكية يدعى «ارون بوشنل» النار فى نفسه أمام السفارة الإسرائيلية بواشنطن اعتراضا على سياسة بلاده فى دعم إسرائيل ضد فلسطين، وصوَّرَ فيديو قبل أن يشعل النار فى نفسه قال فيه: لن أكون متواطئا ومتورطا فى حرب الإباده للشعب الفلسطينى، وأثناء اشتعال النار فى جسده كان يصرخ الحرية لفلسطين، حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، وأثناء محاولة البعض إطفاءه بطفايات الحريق الموجودة فى السيارات، كان أحد حرس السفارة يوجه مسدسه نحوه والنار تأكل جسده، والفيديو منتشر على جميع وسائل التواصل الاجتماعى وأذاعته كل الفضائيات..

كل ذلك ولم تندلع ثورة فى أمريكا، ولن تندلع، ولم ولن يخرج أحد يطالب بإسقاط النظام..

ولم ولن تتأثر إدارة بايدن بموت أحد جنودها، حتى إذا مات الجيش الأمريكى كله، فكلهم فداء لإسرائيل وبقائها، فإدارة بايدن منعزلة ومنفصلة عن الشعب، ومشغولة بدعم قوات الاحتلال الإسرائيلى سياسيا وماليا وتسليحا فى إبادة الشعب الفلسطينى الأعزل..

ولا مجال طبعا لا للحرية والديمقراط وحقوق الإنسان، فهذه بالنسبة لأمريكا شعارات للمتاجرة بها فقط، ولاستخدامها وقت الضرورة لمعاقبة دولة أو لإسقاط نظام، أو لإحداث فوضى!

مشهد حرس السفارة الإسرائيلية وهو يوجه مسدسه لـ (بو شنيل) وهو يحترق بدلا من إنقاذه، رغم أنه كان يرتدى زيه العسكرى ولم يكن مسلحا، يجسد بجاحة وصلافة موقف أمريكا المخزى، وانحيازها السافر لإسرائيل حتى على حساب جنودها.. ويعكس سياسة أمريكا غير الإنسانية وغير الشريفة. فإذا كان هذا هو حالها مع أبناء شعبها فما بالنا، بسياستها تجاه الآخرين الداعمين لفلسطين!

بصراحة كنت أنوى اليوم الكتابة عن اتفاقية رأس الحكمة (صفقة القرن) التى أبرمتها مصر وستنعش اقتصادنا، إلا أننى آثرت أن أكتب داعما للشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، فهكذا الشعب المصرى، يعتبر أن القضية الفلسطينية قضيته الأولى، وبخاصة بعد أن تخلى عنهم العالم، وبعد المذابح وإجراءات التجويع التى ترتكبها قوات الاحتلال النازية فى حق الشعب الفلسطينى كل ساعة.

مصر والمصريون فى «ضهر» الشعب الفلسطينى.