التنس لعبة راقية وممتعة للغاية ليس لأن ممارسيها من طبقة راقية مختلفة، ولا لأن جمهورها شريحة كبيرة من صفوة المجتمعات.. بل لأنها جذابة فى التنافس المباشر الذى لا تتدخل فى نتائجه عوامل أخري، والأهم أنها لعبة ذهنية ومعقدة فنيا وحواراتها فى الملعب تستخدم العقول أكثر من العضلات.
شاهدت مباراة بين البطلين العالميين الألمانى ألكسندر زيفيريف والإسبانى ألكازار فى بطولة ملبورن، ومارست هواية التركيز فيما وراء المنافسة فى الملعب، ولفت نظرى بعد كل شوط جلوس زيفيريف فى الاستراحة بادئا بالنظر حوله ربما خجلا ثم استخراج جهاز قياس السكر ونغز أصبعه ووضع نقطة الدم على الشريط.. كنت عرفت منذ فترة أن هذا البطل العالمى الشاب مصاب بالسكر منذ طفولته لكن هذا لم يوقف طموحه حتى بات واحدا من نجوم القمة.. وسألت نفسى لو كان هذا الطفل فى بلد آخر واكتشفوا إصابته بالسكر، ماذا كانوا سيتصرفون معه أكثر من الشفقة والأمل فقط أن يعيش.
إبراهيم ربيع يكتب : خربشة
