البدوي: الإسراء والمعراج فتح روحي يؤكد ضرورة تمسكنا بـ «الأقصى»

الشيخ سمير البدوى
الشيخ سمير البدوى

الحديث عن ذكرى الإسراء والمعراج ليس حدثا عاديا وإنما هو حدث متأصل فى نفوسنا؛ فهى ليست قصة أو رواية تروى بل هى آية ومعجزة نبوة ورسالة وأمانة شرعية جاءت لتكريم النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وبيان قدره ومنزلته عند ربه سبحانه وتعالى ومؤكدا الرابطة الوثيقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، والتى تحتم علينا جميعا المحافظة على الأقصى كالمحافظة على المسجد الحرام قال تعالى: «سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير».

وفى السطور القادمة يوضح لنا الشيخ سمير البدوى من علماء وزارة الأوقاف هذه المعانى فيقول: رحلة الإسراء والمعراج لم تكن ولا تصح أن تكون حدثا مرتبطا بزمان أو مرحلة تاريخية مضت بل بركاتها لم تنقطع بمرور الزمان أو بعد المكان فما تزال ذكراها تعطى دروسا وعبرا لا تنفد ومنها أنه كان لهذه المدينة فى التاريخ أسماء كثيرة منها يبوس نسبة إلى اليبوسيين بناة القدس الأولين وهم بطن من بطون العرب الأوائل نشأوا فى صميم الجزيرة العربية وترعرعوا فى أرجائها ثم نزحوا مع القبائل الكنعانية واستوطنوا ديار فلسطين، وأيضا كان اسمها إيلياء أو إيليا عندما فتحها المسلمون ومعناها بيت الله وقد ذكر هذا الاسم فى وثيقة الأمان التى أعطاها سيدنا عمر بن الخطاب رضى الله عنه لسكان المدينة.



اقرأ أيضاً| خواطر الإمام الشعراوي .. المحافظة على حركة الحياة

ويضيف أن بيت المقدس هو مجمع أرواح الأنبياء فأراد الله سبحانه وتعالى أن يشرفهم بزيارته لهم صلى الله عليه وسلم وأيضا أرض الشام هى أرض المحشر فأراد الله سبحانه وتعالى أن تطأها قدم النبى محمد صلى الله عليه وسلم الشريف ليسهل على أمته الوقوف يوم الحشر ببركة أثر قدمه المبارك، كذلك فإن المسجد الأقصى من المساجد الثلاثة التى لا تشد الرحال إلا إليها شرعا وهي: المسجد الحرام والمسجد النبوى والمسجد الأقصى؛ فهو ثالث الحرمين وأولى القبلتين وإليه الإسراء ومنه المعراج؛ فالربط بين هذه المساجد اختيار إلهى وقدر إيمانى يفرض على المسلمين تذكره فى كل وقت خاصة الآن وهو تحت وطأة الاحتلال، الذى يفرض على الجميع التكاتف مع أهل فلسطين للدفاع عنه بكل الوسائل والحفاظ عليه والدعاء فى هذه الأيام المباركة وهذه الذكرى العطرة بالثبات لأهله والنصر المؤيد لهم.