أصل حكاية | «مسجد الشعراني» بـ «مدينة الألف مئذنة»

ارشيفية
ارشيفية

القاهرة التاريخية مليئة بالروايات والحكايات عن المساجد الأثرية التاريخية، وذلك لكثرة المساجد فيها، وتضم العديد منها منذ الفتح الإسلامي على يد عمرو بن العاص.

 

تبرز من بينها المساجد الأثرية بمآذنها التي تشق السماء، كعلامة من أهم معالم العاصمة، لذا لم يكن غريبا أن تلقب القاهرة بـ «مدينة الألف مئذنة».

 

نبذه عن المنشئ "مسجد الشعراني " :

 

لم يتبق من "مسجد الشعراني" الأثري إلا القبة التي تحمل رقم (59) بسجلات الآثار الإسلامية، ويرجع تاريخها إلى (973 هـ/ 1565م)، وهي قبة قاعدتها من الحجر وهي مبنية بالطوب، وجدرانها من الداخل محلاة بنقوش وكتابات تتوسطها مقصورة خشبية مطعمة بالصدف صُنعت عام (1161هــ/ 1748م)، وهي مقامة على قبر الشيخ الشعراني رحمه الله، وكما أكده الباحث الآثارى الدكتور حسين دقيل المتخصص فى الآثار اليونانية والرومانية.

 

وأضاف "دقيل"، أن مسجد الشعراني الحالي؛ يقع بميدان باب الشعرية بالقاهرة، وكانت واجهته الرئيسية في الأصل تطل على شارع الشعراني البراني، ولما أزيلت المباني من الضفة الغربية لشارع الخليج أثناء توسعته في خمسينيات القرن العشرين، صار المسجد مطلا على ميدان باب الشعرية. 

 

 الوصف المعماري «مسجد الشعراني» :

 

وصف دكتور دقيل ، أن للمسجد ثلاث واجهات، وهو مستطيل الشكل به ثمانية أعمدة تحمل عقودا يتوسطها منور تعلوه قبة خشبية منقوش بها زخارف هندسية ونباتية بديعة. وقد نقش المحراب بنقوش زيتية كما زين المنبر بنقوش هندسية. ويتوسط المسجد قبر العلامة الشيخ علي نور الدين الشوني، وهو شيخ الشعراني وقدوته.

 

ويُنسب المسجد إلى الإمام الصوفي عبد الوهاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن محمد الشعراوي الشافعي، وقد شيده على أنقاض المدرسة القادرية التي أنشأها القاضي عبد القادر الأرزمكي؛ وهي المدرسة التي ما زالت بقاياها موجودة بالقرب من المسجد الحالي والقبة. 

 

والشيخ عبدالوهاب الشعراني؛ هو أبو المواهب عبد الوهّاب بن أحمد بن علي الأنصاري المشهور بـالشعراني، العالم الزاهد، الفقيه المحدث، المصري الشافعي الشاذلي الصوفي. 

 

وقد عرف الشعراني نفسه في كتابه "لطائف المنن"، فقال: «فإني بحمد الله تعالى عبد الوهّاب بن أحمد بن علي بن أحمد بن علي بن محمد بن زوفا، ابن الشيخ موسى المكنى في بلاد البهنسا بأبي العمران، جدي السادس ابن السلطان أحمد ابن السلطان سعيد ابن السلطان فاشين ابن السلطان محيا ابن السلطان زوفا ابن السلطان ريان ابن السلطان محمد بن موسى بن السيد محمـد بن الحنفية ابن الإمام علي بن أبي طالب".

 

نبذه عن المنشئ الشيخ الشعراني :

 

وأوضح دكتور دقيل ، أن الشعراني ولد في قرية قلقشندة بمركز طوخ بالقليوبية يوم 27 رمضان سنة 898هـ، ثم انتقل إلى ساقية أبي شعرة من قرى المنوفية، وإليها جاءت نسبته بـ الشعراني. 

 

وقد نشأ يتيم الأبوين؛ فمات أبوه وهو طفل صغير، ومع ذلك ظهرت عليه علامة النجابة مبكرا، فحفظ القرآن الكريم وهو ابن ثماني سنوات، وواظب على الصلوات الخمس في أوقاتها، ثم حفظ متون العلم، كأبي شجاع في فقه الشافعية، والآجرومية في النحو.

 

وعن انتقالات الشيخ الشعراني :

 

بعد ذلك انتقل إلى القاهرة عام911 هـ، وعمره إذا ذاك اثنتا عشرة سنة، فأقام في مسجد أبي العباس الغمري، ولبث فيه يعلم ويتعلم سبعة عشر عاما، ثم انتقل إلى مدرسة أم خوند، وفي تلك المدرسة بزغ نجمه وتألق.

 

وقد توفي بالقاهرة، عن عمر ناهز الـ 75 عاما، في جمادى الأولى سنة 973 هـ، ودفن بجانب زاويته بين السُورين