خلال السنوات الأخيرة نجحت مكتبة الإسكندرية فى الحفاظ على تراث عالم المصريات الشهير الدكتور سليم حسن، وتوثيقه، والذي اختارته اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولي في نسخته الحالية الـ55 ليكون شخصية المعرض. وسليم بك حسن هو رائد علم المصريات وأحد فرسان الجيل الأول من المصريين الذين عملوا في علم المصريات والحفائر وهو تلميذ عالم المصريات الشهير أحمد باشا كمال، وأول مدرس في جامعة فؤاد الأول يدرس علم المصريات من تاريخ وآثار وفنون ولغات مصرية قديمة، ويرجع إليه الفضل في وضع أسس علم الحفائر وإدارة المواقع التراثية.
رحلة البحث عن أرشيف سليم حسن
وصل أرشيف سليم حسن إلى مكتبة الإسكندرية للتوثيق من خلال الأستاذ الدكتور فتحي صالح المؤسس الأول والأب الروحى لـ«كالت نت» عبر إهداء وصل إليه من صديقه عباس ذكي رحمه الله، وبالتواصل مع أسرة سليم حسن، وبالتحديد ابنه السفير أحمد سليم حسن والذى أتاح عددا من الصور الفوتوغرافية للمسح الضوئى وتم ضمها للأرشيف لاستكماله.
اقرأ أيضاً| منى عبد الكريم.. البنات اللاتي يسكن قصائد الشعراء
عرض الأرشيف لأول مرة عام 2004 على هامش اجتماعات اليونسكو بفرنسا وأقيمت عدة معارض له منها معرض استمر لأسبوعين بمكتبة الإسكندرية عام 2015 وكذلك معرض ب المتحف المصرى عام 2016. كما تم نشر وحصر للأرشيف على قاعدة بيانات أرشيف العلماء المصريين بالمعهد الفرنسي للآثار الشرقية عام 2015، وقد نُشرت أوراق بحثية خلال الدراسات التي تمت على الأرشيف خلال عمليات التصنيف والرقمنة ومنها مؤتمر التراث الدولي بجامعة المنيا عام 2013.
قام مركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي بعملية تصنيف ورقمنة وتوثيق الأرشيف من خلال عمل كتالوج علمى للأرشيف استمر العمل عليه من 2015 وحتى 2023 من أجل عمل قاعدة بيانات خاصة بهذا التراث الوثائقى، إذ تم مراعاة الأخذ بالمقاييس الدولية لتوثيق الأرشيفات وعمل قواعد بيانات لها ينظمها المركز الدولى للأرشيفات، وذلك من أجل إتاحتها بأسلوب علمي سلس وبسيط يضمن سهولة الوصول للمعلومة.
يقول د. محمد سليمان رئيس قطاع التواصل الثقافى بمكتبة الإسكندرية: يتكون الأرشيف الذى انتهت مكتبة الإسكندرية من إعداده من 3120 وثيقة متنوعة، ما بين مخطوطات كتبت بخط يد الدكتور سليم حسن بالعربية، والإنجليزية، وصور فوتوغرافية وخرائط تتناول عددًا من الموضوعات الرئيسية منها: حفائره في هضبة الجيزة من عام 1929 - 1939 والتى استمرت لمدة عشر مواسم حفائر، إذ كشف خلالها ما يزيد عن 100 مصطبة في الجبانة الشرقية بالجيزة، ومن بينها الباب الوهمى لـ«باسششت» وهي طبيبة من الدولة القديمة، كذلك فقد كشف عن المجموعة الجنائزية للملكة خنتاكوس، وحفائره في سقارة خلال موسم حفائر 1937-1938.
ويضيف د.أيمن سليمان مدير مركز التراث الحضارى والطبيعى «كالت نت»، أن الأرشيف يحتوى أيضا على مخطوطة سليم حسن الخاصة بنشر حفائره لكشفه الطريق الصاعد لهرم ونيس. ومن الموضوعات الرئيسية التى يضمها الأرشيف أيضا ولها قيمة علمية وثقافية وترتبط بدور المصرين في إنقاذ التراث الإنسانى والمصرى بالنوبة وهو تقرير سليم بك حسن عن إنقاذ اثار النوبة والذى يعد وثيقة المشروع الرئيسية التى اعتمد عليها اليونسكو في حملته الكبرى والرائدة لإنقاذ آثار النوبة.
يضم أرشيف سليم حسن أيضًا مجموعة نادرة من الوثائق ومنها توزيع الموارد البشرية وفرق العمل وأساليب التوثيق المستخدمة والتي خطها سليم حسن باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية واضعًا منهجًا مصريًا يحتذى به في التخطيط للمشروعات التراثية الكبرى. كما يحتوى الأرشيف على عدد من الأبحاث الخاصة بالدكتور سليم حسن كتلك التى تتناول نصوص معركة قادش وقاموس لأسماء المدن المصرية القديمة.
