فكرتى

أين السعادة؟!

صفية مصطفى أمين
صفية مصطفى أمين

لم أعرف السعادة مرة واحدة فى حياتى.. لذلك أعتقد أنها لا وجود لها فى هذه الحياة! هذا ما قالته لى صديقتى الصغيرة.

قلت لها: كلنا عرفنا السعادة وعرفنا الشقاء. عرفنا السعادة عندما تعلمنا أن نبحث عن الجميل فى كل شىء. نبحث فى أصدقائنا عن أجمل ما فيهم، ونتقبل أسوأ ما فيهم. نقنع أنفسنا أن الضربات فى الحياة هى التى تدفع إلى الأمام.. ونعرف أن كل شىء مؤقت، وأنه لا دائم غير الله، لذلك يجب الاعتماد عليه وحده ولا أحد سواه!

عرفنا السعادة فى كل مرة انتصر الحق على الباطل، وكلما ساد العدل وتهاوى الظلم. عرفناها وكلما رأينا شخصا قويا يساند ضعيفا مسحوقا، وكلما امتدت يد شابة وحولت صحراء جرداء إلى حديقة غناء!

أنا ـ شخصيا ـ عرفت السعادة كلما قرأت كتابا زادنى علما، وكلما سمعت أغنية جميلة تخرج من القلب، وكلما نجحت أن أحول دمعة يائس إلى ابتسامة، وكلما رأيت وفاء بين الناس، وكلما وجدت موهبة تنحت فى الصخر بإصرار حتى تصل إلى القمة، كلما تعامل معى موظف فى مصلحة عامة باحترام، ومنحنى حقى دون وساطة أو مجاملات!

تعلمت أن أرى السعادة فى أشياء صغيرة،  فالسعادة الحقيقية كما قال الكاتب الأمريكى «ديل كارنجى» أن تنجح فى تحويل ليمونتك المُرة إلى شراب لذيذ.
قالت الشابة الصغيرة: وماذا أفعل إذا لم أجد كل ما تتحدثين عنه؟

قلت: أغمضى عينيك.. واحلمى.