بدون تردد

الوجه القبيح

محمد بركات
محمد بركات

أحسب أنه لا مبالغة فى القول على الإطلاق، بأن التاريخ المعاصر قد سجل يومى الخميس والجمعة الماضيين، الحادى عشر والثانى عشر من يناير «٢٠٢٤»، باعتبارهما بداية الانكشاف الحقيقى للوجه الإسرائيلى القبيح، بكل ما فيه من عدوان وإرهاب وعنصرية وإجرام.

ففى هذين اليومين وعلى مرأى ومسمع من العالم كله، كان العالم يتابع ويرى ما يجرى فى قاعة محكمة العدل الدولية، من ظهور فج للوجه الإسرائيلى البشع، والقبيح، بعد انكشاف الغطاء عنه تحت وقع جلسة الاستماع، فى الدعوى المرفوعة من جنوب أفريقيا ضد إسرائيل، لاتهامها بارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.

وخلال الوقائع التى جرت بالمحكمة تبين العالم بوضوح القدر اللا محدود من البشاعة والعدوانية والإرهاب، الذى مارسته وتمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى على مدى السنوات الطوال ما يزيد على الخمسة والسبعين عامًا الماضية منذ الاحتلال فى عام ١٩٤٨ وحتى الآن.

وفى قاعة المحكمة تابع العالم من خلال عرض دعوى جنوب أفريقيا، مدى البشاعة والعنف والعدوان الإرهابى اللا إنسانى الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى حاليًا فى غزة، جراء المذابح وعمليات القتل والدمار الجارية فى القطاع طوال المائة يوم الماضية منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن، والذى راح ضحيته أربعة وعشرون ألف شهيد بينهم عشرة آلاف من الأطفال وسبعة آلاف من النساء.

وفى حيثيات الدعوى وقف العالم على مدى الكذب والبهتان، فى الادعاء الذى تروجه إسرائيل عن نفسها بأنها واحة الديمقراطية والتحضر فى المنطقة العربية المتخلفة والجاهلة، حيث تبين ارتكابها لكل أنواع الجرائم الإرهابية ضد الشعب الفلسطينى، وقيامها بتنفيذ وارتكاب الإبادة الجماعية الممنهجة والمستمرة ضد الشعب الفلسطينى فى قطاع غزة.

وخلال جلسات المحكمة شهد العالم وتابع القدر الضخم والهائل من الخداع الإسرائيلى، فى الكذب والبهتان الذى لجأت إليه فى المحكمة، عندما ادعت على لسان مندوبها فى مرافعته، بأن مطالبة جنوب أفريقيا بوقف الحرب على غزة يجعل إسرائيل عاجزة عن الدفاع عن نفسها.

ليس هذا فقط، بل وصل الكذب والبهتان الإسرائيلى إلى حد الادعاء فى المحكمة، بأن حماس هى التى تسعى لإبادة إسرائيل، وأن جنوب أفريقيا تهدف إلى تقويض حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها،...، حقاً «إن لم تستح فافعل ماشئت»،...، وإسرائيل لا تستحى أن تدعى وتقول الكذب فى كل الأوقات.