العملاق حسين رياض وعقدة كوب الماء

حسين رياض
حسين رياض

أصبحت السينما المصرية يتيمة بعد أن ماتت أمها فردوس محمد ومات أبوها حسين رياض الذي مثل دور الأب في أكثر من مائة فيلم مصري، لم يكرر نفسه خلالها مرة واحدة.

لقد كان حسين رياض في كل مرة أبا غير الأب السابق لكنه كان دائما يجسم العلاقة الإنسانية الخالدة بين الأب وأبيه في نبرات صوته وملامح وجهه بطريقة جعلته يستحق عن جداره لقب أبو السينما وأب والمتفرجين أيضا، بحسب ما نشرته جريدة أخبار اليوم في سبعينيات القرن الماضي.

ولم يكن حسين رياض أكبر ممثلينا سنا ومع ذلك لم يملك أحدهم إلا أن يبايعه أمام الكاميرا بالأبوة، ولم يكن يبذل أي جهد ليمثل دور الأب فقد كان يعبر عن حقيقته في بساطة وسهولة ويسر.

وقد اشترك في 80% على الأقل من أفلامنا ولم تشعر بأنه قد استهلك ذلك لأن حسين رياض لم يكن يمثل بل كانت عاطفة الأبوة لديه من الضخامة بحيث كان يشعر بها نحو كل الناس ولعل القليلين من الذين عشقوا حسين رياض في السينما والتلفزيون هم الذين يعرفون أنه كان يفضل دائما العمل على المسرح رغم أن أجره في السينما كان ألف جنيه وأجره في المسرح 80 جنيها في الشهر.

لقد كان حسين رياض عملاقا في فنه كان يعيش دوره يتقمصه ومن الأحداث المعروفة عنه أنه ظل يؤدي دور مريض بالشلل على المسرح منذ 10 سنوات كان عمره وقتها 55 عاما وظل يلعب هذا الدور يوميا وبعد 15 يوما ظهرت عليه أعراض هذا المرض اللعين بالفعل.

ومع ذلك فقد كان الفنان العظيم حسين رياض لا يشعر بالاطمئنان على المسرح إلا إذا وضع بنفسه قبل رفع الستار كوبا من الماء في ركن منزو على خشبة المسرح فقد كان يقول إنه مصاب بعقدة كوب الماء وأن عدم وجود هذا الكوب على المسرح يؤدي به إلى الاضطراب واللجلجة.

وغالبا لا يشرب حسين رياض الكوب ولكنه لا يطمئن بدونه حتى في سيارته لابد من وجود «ترموسي ماء» وأيضا بجانب فراشه بالليل وهو نائم وسبب هذه العقدة.. إنه كان مع حلمي رفلة وأحمد علام في رحلة من دمشق إلى حلب منذ 30 سنة وتعطلت الرحلة في الصحراء واستمروا 7 ساعات وكان الجو حارا ولابد من الماء فاضطر حسين رياض يومها أن ينزل إلى الجبل ويمسح تراب الظلط ويلحسه من شدة العطش.

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم

اقرأ أيضاً| في مهرجان شنغهاي.. أمير رمسيس يكشف سر صمود واستمرارية مهرجانات السينما