نحن والعالم

السيناريوهات المفتوحة

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

 كل يوم يطول فيه أمد الحرب الإسرائيلية الغاشمة على الفلسطينيين يدق مسمار جديد فى نعش سياسة «فك الارتباط» مع الشرق الأوسط التى حرص الرئيس بايدن على تطبيقها منذ توليه السلطة، وكان تتويجها انسحابه من أفغانستان بعد 20 عاماً من الاحتلال المقنّع. 

فدعم أمريكا المطلق والمتواصل لآلة القتل الاسرائيلية حولها لهدف مستباح لما يعرف بمحور المقاومة الموالى لإيران فى الشرق الأوسط والذى بدأ فى توجيه فوهة غضبه نحو القواعد الامريكية فى المنطقة التى تعرضت لـ 66 هجوما منذ بداية الحرب، 32 فى العراق و34 فى سوريا، ليرد الجيش الأمريكى على تلك الهجمات بعمليات عسكرية نوعية استهدفت مواقع وقادة لجماعات محور المقاومة فى العراق وسوريا. بهذه الطريقة بدأت أقدام أمريكا رغما عنها، تنزلق من جديد فى أوحال الصراعات التى أشعلتها حليفتها فى المنطقة.

واحدث حلقات هذا الانزلاق نشهدها الآن فى البحر الأحمر مع الهجوم الكبير الذى شنته القوات الامريكية والبريطانية بدعم عدد من الدول الاوروبية على 60 هدف فى الداخل اليمنى، تتضمن مواقع أجهزة رادار وبنى تحتية لمسيرات وصواريخ، فى محاولة لإضعاف قدرات الحوثيين على مهاجمة السفن التجارية فى البحر الأحمر. الهجوم الذى انقسم حوله العالم بين مؤيد ومعارض، ردت عليه جماعة الحوثى بالتهديد والوعيد بضربات انتقامية للمصالح الامريكية والبريطانية فى المنطقة، مع تأكيد مواصلتها لاستهداف السفن المتوجهة لإسرائيل.

هذا السيناريو يخدم مصلحة إسرائيل التى ستستفيد بتوريط أمريكا معها فى صراعاتها فى المنطقة وصرف الانتباه قليلا عن مجازرها فى غزة بعد ان بات انتباه العالم كله متجه لتبعات ما يحدث فى البحر الأحمر، ولكن الأمور بدأت تسير فى الإتجاه المعاكس لما تردده أمريكا دائماً من عدم رغبتها فى توسيع رقعة الصراع ويفتح باب جديد للجحيم فى المنطقة، حيث يقوض السلام الهش فى اليمن ويهدد بدخول أطراف أخرى فى الصراع الذى بات مفتوحاً على كل السيناريوهات.