فيض الخاطر

حسنين ومحمدين!!

حمدى رزق
حمدى رزق

اللبيب بالإشارة يفهم، فى الأول من يناير ٢٠٢٤، بلغ عدد سكان مصر ١٠٥ ملايين و٨٥٨ ألف نسمة، بزيادة مليون و٤٦٣ ألف نسمة عن الرقم المسجل فى الأول من يناير ٢٠٢٣، حيث بلغ عدد السكان ١٠٤ ملايين و٣٩٥ مليون نسمة.


ورغم استدامة الزيادة المقلقة، إلا أن بصيصاً من الأمل تشى به هذا الأرقام، منوال الزيادة السكانية يحقق لأول مرة أرقاماً تؤشر على انخفاض معدل الزيادة الطبيعية من ١٫٦٪ فى العام٢٠٢٢ إلى ١٫٤٪ فى العام٢٠٢٣.


أرقام تشى بالتفاؤل بإمكانية خفض معدل المواليد تباعا، وباستدامة ما يمكن البناء عليه اقتصاديا فى السنوات الست المقبلة حتى٢٠٣٠.
إذا نجحت الحكومة فى خفض المواليد إلى ما دون المليون سنويا كسبنا مستقبلا أفضل.


جد لا تزال الأرقام مقلقة، والساعة السكانية لا تكذب، وعقاربها تلدغ النائمين فى العسل المر، ترجمة أرقام الزيادة السكانية فى نماذج تنموية صعب الاستيعاب، معادلة أفواه وأرانب الشهيرة، أخشى أن الأرانب ستأكل حشيشة الوطن الجافة !!
رغم الإنخفاض الحاصل فى معدل الزيادة السكانية، لاتزال الإشارة حمراء، الساعة السكانية ليست للزينة والفرجة والأرقام الحمراء فى طريق المطار، ناقوس خطر لينذر قوما غافلين.


أخشى أن نصل يوما إلى أرقام تفوق قدرة الدولة على الاستيعاب، ستجوع الأرانب فى جحورها، مواردنا جد محدودة، والرقعة الزراعية تتزايد بالتيلة، وتوليد فرص العمل بشق الأنفس، ومتوالية الجوائح والحروب تحش وسط الاقتصاد الوطنى، والدخل الوطنى تلتهمه الأفواه الجائعة.


يلزم استدعاء معادلة «أفواه وأرانب» فى الفيلم الشهير مجددا، ومعها غنوة تنظيم الأسرة الذائعة «حسنين ومحمدين»، الحكومة اعتمدت برنامجا مدته ١٠ سنوات ترتكز أهدافه على ألا يزيد عدد المواليد فى الأسرة الواحدة عن طفلين فقط.


وترجمة المخطط على لسان الدكتور «عمرو حسن» مستشار وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة، يلفتنا إلى أن كل عشر سيدات ينجبن ٢٨ طفلا، والمستهدف هو الوصول إلى معدل كل عشر سيدات ينجبن ٢١ طفلا.


الوصفة سهلة، ولكن دونها «خَرْط القتاد»، كناية عن الشَّىءِ البعيدِ المستحيلِ، وعن «خَرْط القتاد» اسألوا رجال الدين، جماعة تكاثروا.. تكاثروا الذين يزعقون فى الناس بالتناسل دون تبصر بالمآلات المستقبلية.