أضواء وظلال

الزراعة.. ثروتنا القومية

خالد جبر
خالد جبر

الزراعة فى مصر كانت لآلاف السنين هى أهم نشاط اقتصادى للدولة المصرية عبر العصور وأكبر مصدر للدخل.. وبالنسبة للشعب هى عمل غالبية الناس ومصدر دخولهم وأكلهم.. وفى عصور كثيرة كانت مصر هى سلة غذاء العالم القديم.

ولقد عشنا عمرنا كله على أن الأرض الزراعية التى وهبها الله لنا تبلغ نحو ستة ملايين فدان لم تزد قيراطا.. هكذا وجدها محمد على.. وتركها لنا ثم تناقصت بعد الثورة المباركة بسبب تحول مساحات كبيرة من الأراضى الزراعية إلى مبانٍ واستبدلناها بزراعة أعمدة الخرسانة المسلحة ومصانع للطوب.

ولأننى أقيم بجوار وزارة الزراعة.. فقد علمت من وزير الزراعة الدكتور السيد القصير أن قطاع الزراعة شهد طفرة غير مسبوقة فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية نظرًا لما تمثله الزراعة من أهمية خاصة فى دعم منظومة الأمن الغذائى بصورة مباشرة، وشهدت العشر سنوات الماضية نهضة تستهدف تحقيق تنمية متوازنة واحتوائية ويتمثل هذا الدعم فى زيادة الاستثمارات الحكومية الموجهة إلى قطاع الزراعة وتنفيذ العديد من المشروعات الزراعية القومية الكبرى، هذا علاوة على المتابعة المستمرة للقيادة السياسية للأداء فى قطاع الزراعة مع تهيئة مناخ الاستثمار فيه.

وقال إنه فى الوقت الذى كان يفقد العالم كله ملايين الهكتارات سنويًا بسبب التصحر وتدهور التربة والجفاف والتغيرات المناخية غير المواتية، استطاعت الدولة المصرية إضافة المزيد من الرقعة الزراعية عبر استصلاح الصحراء وستصل لأكثر من 3.5 مليون فدان ومن أهم هذه المشروعات: مشروع توشكى الخير بمساحة 1.1 مليون فدان، مشروع الدلتا الجديدة العملاق بمساحة 2.2 مليون فدان (استزراع 350 ألف فدان فى مستقبل مصر).

مشروع تنمية شمال ووسط سيناء بمساحة 456 ألف فدان، إعادة تأهيل مشروع تنمية الريف المصرى بمساحة 1.5 مليون فدان، بالإضافة إلى المشروعات الأخرى فى جنوب الصعيد والوادى الجديد بمساحة 650 ألف فدان وتقوم الدولة المصرية على توفير احتياجاتها المائية من مصادر متعددة كلفتها مليارات الجنيهات فى ضوء ما نعانيه من الشح المائى لتوفير المياه من مصادر مختلفة عبر المعالجة الثلاثية لمياه الصرف الزراعى.

ومن أهم هذه المشروعات (محطة بحر البقر 5.6 مليون م3/يوم محطة المحسمة 1.3مليون م3/يوم محطة الحمام 7.5 مليون م3/يوم) وتحلية مياه البحر مع الاتجاه إلى ترشيد استخدام المياه عبر تطبيق نظم الرى الحديثة.

وأوضح وزير الزراعة، أنه بالإضافة إلى ذلك تبنى الدولة المصرية مشروعات التوسع الرأسى التى استهدفت زيادة الإنتاجية من المحاصيل والمنتجات الزراعية وتحسين الممارسات الزراعية واستنباط أصناف وهجن تتكيف مع التغيرات المناخية وزيادة الاعتماد على التقاوى المعتمدة والمحسنة، وإعداد ونشر الخريطة الصنفية لبعض المحاصيل الاستراتيجية، بالإضافة إلى تنفيذ المشروع القومى للصوب الزراعية (100 ألف فدان صوب زراعية) طبقًا للمواصفات العالمية ذات الإنتاجية العالية والتكنولوجيا المتطورة.