المتاجرة فى أقوات الناس فساد يمحو البركة

أخطر القضايا
أخطر القضايا

الفساد من أخطر القضايا التى تواجه الأمم والشعوب فبانتشاره ينعدم البناء والتنمية ويسود اليأس ويحتكر المال فئة لا يهمها إلا مصالحها الشخصية تتاجر فى أقوات الناس وتستغل حاجتهم لتحقيق أكبر الأرباح.. وفى هذه السطور نتعرف على معنى الفساد ومجالاته وأثره وجزاء المفسدين..

يقول الدكتور بيومى إسماعيل من علماء الأزهر: الفساد هو خروج الشيء عن حد الاعتدال والسلامة قال الإمام ابن تيمية الفساد هو كل قول أو فعل يبغضه الله ولقد حذر الله من الفساد والمفسدين فقال تعالى: «ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها» وقال: «والله لا يحب الفساد»، وأمرنا ألا نسلك سبيل المفسدين ولا نطيعهم فى منهجهم فقال: «ولا تطيعوا أمر المفسدين الذين يفسدون فى الأرض ولا يصلحون».

ويضيف أن مجالات الفساد كثيرة معظمها من أساسيات الحياة تجعل المجتمع يختل ميزانه ويعانى الناس من غلاء الأسعار والجشع وأول هذه المجالات الغش فى البيع لقد شدد النبى صلى الله عليه وسلم فى هذا غاية التشديد، فعندما مر بالسوق على رجل يبيع الطعام ووضعه يده فيه فوجد بداخله بللا ومعنى هذا أن بعض الطعام فاسد فتعجب صلى الله عليه وسلم وقال: ما هذا يا صاحب الطعام ؟ فقال الرجل: أصابته السماء يعنى المطر، فقال صلى الله عليه وسلم موجها له: هلا أظهرته للناس وهذا مبدأ الصالحين أن يبينوا العيب فى السلعة ثم شدد صلى الله عليه وسلم مبينا أنه من غشنا فليس منا فى حصول الصلاح والبركة كما أمر صلى الله عليه وسلم أيضا المتبايعين أن يصدقا ويبينا فقال صلى الله عليه وسلم المتبايعين فإن صدقا وبينا بورك لهما فى بيعهما وإن كذبا وكتما محقت البركة من بينهما ويؤكد: أن الاحتكار وقت الأزمات أيضا من الفساد فالرزق معلوم ومقسوم ولن تموت نفس حتى تستوفى رزقها فمن يعمد إلى الاحتكار حتى ترتفع الأسعار فهو مخطئ وقد أفسد فى الأرض وأدخل على الناس المشقة قال صلى الله عليه وسلم المحتكر خاطئ كذلك التطفيف فى الكيل والميزان وهو يشمل كل المجالات فكل من يأخذ حقه ولا يعطى الناس حقوقهم فهو مطفف وموعود بالويل مثال ذلك المدرس الذى يأخذ أجره ولا يشرح والأجير الذى يأخذ الأجرة ولا يقوم باتقان العمل والموظف الذى يعطل مصالح الناس كلهم مطففون، هذا بالإضافة إلى الرشوة والتى يترتب عليها ضياع حقوق الناس، وقد لعن الرسول صلى الله عليه وسلم فى الرشوة ثلاثة: الراشى والمرتشى والرائش، وهو الوسيط بينهما أيضا الإسراف فى كل شيء من صور الفساد سواء فى الطعام والشراب والملبس وكذلك استغلال المناصب والسرقة من المال العام الذى هو حق لكل الناس.

أما صفات المفسدين فى الأرض يسفكون الدماء ويقطعون الأرحام ويؤذون الناس بالسحر ويفسدون الزروع بالكيماويات المسرطنة وهذا يسبب تعطيل مصالح الناس وإدخال الحزن عليهم وفقدان الأمل فى المستقبل أما ما جزاء المفسدين فهو رادع كما أخبرنا القرآن فإن كانوا يسرقون الأموال تقطع أيديهم ومن يسفكون الدماء فالقصاص منهم وإن كانوا فى مناصب لابد من عزلهم ولابد لكل منا أن يكون له دور فى مكافحة الفساد فما انتشر إلا بالسلبية وتقديم المصالح الشخصية.