مسرحية “الغول” نقطة التحول l «المهندس».. كلمة السر فى حياة سناء يونس

سناء يونس وفؤاد المهندس
سناء يونس وفؤاد المهندس

من بين الأعمال الفنية المتعددة التي لمعت فيها الفنانة سناء يونس،  وصفت مسرحية “الغول” تحديدا بأنها كانت نقطة التحول في مشوارها الفني، وكانت تتخوف من تكرار تقديم الأدوار، لكن المخرج إسماعيل عبد الحافظ نجح في إقناعها بدور سبق أن رفضته في مسلسل “شارع المواردي”، وبعد أن اقتنعت وقدمته كان من أهم محطاتها الفنية، وقالت عنه: “كنت أتمنى العمل مع المخرج إسماعيل عبد الحافظ، ووجدته يرسل لي دور كوميدي قدمت شبيهه من قبل، فطلب مني أن أقرأ دور (زينب)، ودخلت التصوير بناءً على طلبه، وفوجئت أن الشخصية التي قدمتها نجحت بشكل غير متوقع، لدرجة أنني كنت أسمعه يقول للعاملين أنني اكتشاف بالنسبة له في هذا المسلسل”.

من الأعمال التي شعرت دائما أنها فارقة بمشوارها الفني أيضًا، مسرحية “ليلى والمجنون، روميو وجانيت، محاكمة علي الضبش، سك على بناتك، هالة حبيبتي”، وأكدت دوما أنها تعتز جدا بهذه الأعمال.

امتلكت سناء وجهين أمام الكاميرا، ما بين الشخصية الكوميدية والمعقدة، فاتسمت عدد من أدوارها بجزء من التركيب النفسي، وبسؤالها عن رأيها في هذا المأزق الذي وضعها المخرجون فيه وتكرار تواجدها بأدوار مركبة، قالت: “أمر جيد لأنه يظهر جانب من قدرات الفنان وإبداعه، لأنها ليست أدوار عادية، وكثير من الفنانات يرفضن تقديم أعمال معقدة، في حين أنني كنت ألهث وراءها، وأنا ضد تصنيفي في قالب معين”.

وصفت سناء موهبتها وحظها في التمثيل قائلة: “وُلدت فنانة، لكن حظي قليل في الحصول على أدوار جيدة”، إذ كانت تشكو في غالب الأوقات من عدم ملائمة الأدوار لها، مؤكدة أن عمرها الفني بدأ مبكرًا منذ كانت طالبة في الجامعة، وأن حبها للتمثيل كان يجري في عروقها، وشغفها به دفعها لتعطي له حياتها، إلا أنها لم تأخذ فرصتها كاملة رغم ما تمتلكه من طاقة إبداعية.

من التراجيديا للكوميديا

بدأت سناء عملها بالفن من خلال تعيينها بمسرح التلفزيون، رغم أنها كانت طالبة في الجامعة، وحظيت بحب زملائها الذين كانوا يصفونها بأنها إنسانة وفنانة حقيقية، لما تتمتع به من روح جميلة وحب للجميع، ومواقف إنسانية عكست صدق مشاعرها وحبها للغير.

قدمت أول أدوارها مع الفنان عبد المنعم إبراهيم من خلال دور تراجيدي إنساني، كما أخرج لها المخرج كمال ياسين عندما كانت طالبة وتنبأ لها بأنها ستكون من أهم نجمات المسرح العربي، حيث كانت المسرحية جادة، لكن فجأة ومن خلال موقف جاد انهار الجمهور من الضحك، وكان من بين المشاهدين الفنان فؤاد المهندس، الذي طلب منها في الكواليس أن تشاركه في مسرحيته “حالة حب”، التي قدمت فيها أول دور كوميدي في حياتها، فلم تكن تعرف أن بداخلها طاقة من الكوميديا وخفة الظل.

وعن هذا التحول في تقديم أدوارها قالت سناء في لقاء تلفزيوني مع الراحلة شويكار: “لم أصدق نفسي عندما طلب مني الأستاذ فؤاد المهندس مشاركته في مسرحية (حالة حب)، وكان أول عمل كوميدي لي بعد أن اكتشفني، فكنت أتمنى أن أشاركه أي دور، فأنتهزت الفرصة وأعتذرت عن العرض مع عبد المنعم إبراهيم، ومن قبل عملي مع المهندس كانت كل أدواري جادة”.

أحمد زكي

بعد أن حققت نجاحًا كبيرًا في مسرحية “حالة حب”، كان يستقبلها الفنان الراحل أحمد زكي - حيث جمعتهما علاقة جيدة - مع زملائه من الطلبة بمحطة القطار خلال عودتها لبلدتها بمدينة الزقازيق محافظة الشرقية، وكانت تؤكد أنه كان ينظر لها على أنها في مكانة الفنانة فاتن حمامة، فكانت سناء المثل الأعلى لأحمد زكي في التمثيل، كما طلب منها العمل معه في مسرح المدرسة، وبالفعل تعاونت معه.

“فجأة مسك إيدي قال إيه بيعديني”، هذا الإيفيه الذي أطلقته الفنانة سناء يونس بطريقتها الكوميدية وعفويتها في موقف درامي بمسرحية “سك على بناتك”، فجر موجة من الضحك ليرد عليها الراحل فؤاد المهندس بقوله: “كنتي تسبيه يمسكها يا فوزية”، لتزيد موجة الضحك وتهز أرجاء المسرح، ليكون هذا العرض من أشهر ما قدمته، وحققت من خلاله شهرة مضاعفة، ليزداد اقتناع المهندس بموهبتها ويشركها العمل معه في مسرحية “هالة حبيبتي”.

رغم النجاح الذي حققه الثنائي وسط مطالبات من الجمهور بالإلتقاء مجددًا، لكنها ظلت على أمل أن يجمعهما عمل مشترك مجددًا، لكن هذا لم يحدث، حتى أن المهندس عمل بدونها عدة مسرحيات، مثل “علشان خاطر عيونك” وغيرها، رغم تأكيده لها أنها ستشاركه أعماله المقبلة.

دور العرض

رغم عشق سناء للمسرح، لكنها لم تنس السينما، والتي تنوعت فيها أدوارها، فقدمت أفلاما كثيرة، إذ وصل رصيدها لنحو 40 عملًا، منها “حمام الملاطيلي، جنون الشباب، سري للغاية، حد السيف، الجوع، العذراء والشعر الأبيض”، كما شاركت مع المخرج يوسف شاهين في أكثر من فيلم منها “المصير” و”اليوم السادس” مع الفنانة العالمية داليدا، وفيلم “الغضب” و”إسكندرية نيويورك”، كما عملت مع غيره من المخرجين الكبار أمثال حسين كمال وعاطف سالم وسمير سيف وغيرهم، ودعمت الشباب وتعاونت في أعمالهم مثل الفنان أحمد السقا في فيلم “حرب أطاليا”، وهاني رمزي في فيلم “جواز بقرار جمهوري”، وعمرو دياب في فيلم “ضحك ولعب وجد وحب”، وأحمد رزق في فيلم “إوعى وشك”.

كان للتلفزيون أيضا نصيب كبير من أدوارها، حيث قدمت عددًا كبيرًا من الأعمال التي تجاوزت 80 عملًا، مثل “ضمير أبلة حكمت” و”سر الأرض” و”بوابة الحلواني”، كما قدمت المسلسلات الكويتية “لن أمشي طريق الأمس” و”الملقوفة” و”الحور العين” وغيرها، وكان آخر أعمالها مسلسلي “الدم والنار” و”العميل 1001”.

بدأت سناء مشوارها الفني بالمشاركة بدور بسيط في فيلم “إشاعة حب” عام 1960، حيث ظهرت كإحدى صديقات البطلة سعاد حسني، كما شاركت في المسرح الحر وتميزت في الكوميديا، واقتنع فؤاد المهندس بموهبتها فأستعان بها في عدد من مسرحياتها ومنها “سك على بناتك” و”حالة حب” و”هالة حبيبتي”، وهو ما ساهم في تألق ونجاح النجمة الكوميدية التي جمعتها علاقة قوية بأستاذها المهندس وكان يعتبرها ابنته.

علاقتها السرية

وكشف الناقد طارق الشناوي في أحد حواراته أن سناء يونس صرحت له في أحد حواراتها معه بأنها تزوجت سراً من الفنان محمود المليجي، لكنهما لم يرغبا في الإعلان عن هذا الزواج حرصاً على علاقته بزوجته الفنانة علوية جميل، لدرجة أن سناء لم تعلن عن هذا السر حتى بعد وفاة المليجي حرصا ً على مشاعر زوجته، وهو ما حرمها من ميراث المليجي كزوجة له.

ضحت سناء بالكثير من أجل ان تستمر الحياة العائلية للفنان محمود المليجي مستقرة هادئة، فقد أرتبطت به عاطفيا منذ أن جمعهما معا أول عمل فني، وتطورت العلاقة بينهما ليعلنا ضرورة إرتباطهما وأن يجمعهما بيت واحد، وبالفعل تم زواجهما في أوائل السبعينيات، بعد أن اشتركا معا في مسرحية “عيب يا آنسة”. 

اتفق الثنائي المليجي وسناء على أن يكون الزواج سريا، وذلك حرصا على شعور زوجته علوية جميل التي كان حريصا جدا علي إستقرار حياته معها، فقد أرتبط بها بعد قصة حب كبيرة.

ويضيف الشناوي: “بعد رحيل المليجي أجريت معها حوارا حكت فيه كل تفاصيل حياتها معه، لكن قبل نشر الحوار اتصلت بي وطلبت مني ألا اكتب شيئا، فلم ترض هي أيضا أن تعلم علوية جميل”، وأكد قائلا: “لكن قبل رحيلها بأيام إلتقيت بها وذكرتها بأنني وفيت بوعدي ولم انشر حرفا واحدا مما حكته لي فردت عليّ قائلة (ياريتك مسمعتش كلامي وكنت نشرته)”.

وفي 20 من مايو عام 2006 رحلت سناء يونس بعدما تدهورت صحتها وبعد معاناة مع المرض، حيث أصيبت بسرطان في الرئة، وكان منتشرًا بشكل كبير، حتى أصاب الكبد أيضًا، وتسبب في فشل كبدي، مما أنهى حياتها، لتلفظ أنفاسها الأخيرة بإحدى المستشفيات بمصر الجديدة، وأقيمت صلاة الجنازة على جثمانها بمسجد مصطفى محمود.

 

إقرأ أيضاً : «كنتي خليه يمسكها يا فوزية».. أشهر أفيهات سناء يونس في ذكرى ميلادها


 

;