صدى الصوت

أحلام فى مطلع العام

عمرو الديب
عمرو الديب

دعونا فى فجر عام جديد نتطلع إلى الأفضل، ونحلم بالأنقى، والأجمل، وعلينا أن نأمل فى غياب الظواهر السلبية فى حياتنا الثقافية، وما أكثرها -للأسف- فى مشهدنا الأدبى، والإبداعى، دعونا نحلم بزوال ظاهرة مرتزقة الثقافة والأدب..

هذه الكائنات الطفيلية القبيحة الشرسة التى تنغرس فى أحشاء وأمعاء مؤسساتنا، الثقافية القومية، والخاصة أيضا لتلتهم الموارد، وتستنزف الإمكانات، والميزانيات، مؤثرة حساباتها الشخصية الدنيئة على مصلحة أوطانٍ بأكملها هى أحوج ما تكون فى هذه الأيام إلى حشد الإمكانات، والطاقات لحسم معركة الوعى، والانتصار النهائى على المغرضين، والطامعين، والمعادين الذين يريدونها دماراً، وأظن أن ما يدور حولنا من مختلف الجهات والأنحاء بات مبيناً لكل ذى لب، إنه حقا أشرس، وأخطر استهداف واجهته مصرنا على مدى تاريخها كله..

ربما منذ عصر توحيد القطرين، ولا أبالغ -إذا قلت -  إن ذلك  المشهد فى منطقتنا منبئ  بأن الخطر حقيقى، وداهم وبالغ الوطأة، وأن انتصار الوطن فى معركة الوعى هو المفتاح الحقيقى لأبواب النجاة مما يُحاك لبلادنا، لذا لم يعد هناك مكان لأيتام  الارتزاق الثقافى العملاء منهم، والدخلاء، ولم يعد.. هناك مكان أيضا لبعض المسئولين الثقافيين المرتعشين الذين يخضعون لابتزاز مرتزقة الثقافة الواقفين على أبواب مؤسساتنا الثقافية كالتماسيح الجائعة، لذا لابد أن ينتهى ذلك، وأن يذهب هؤلاء الى  مستودعات القمامة بانتهازيتهم وعمالتهم وفسادهم ودناءة نفوسهم فالأمر فى الجمهورية الجديدة مختلف حقاً، والمشهد يتطور، ويتجه نحو لفظ المتطفلين والدخلاء، والعملاء، والخونة، والجشعين الذين لا هم لهم سوى تكديس العطايا، واختطاف المزايا حتى إذا جاء ذلك  على أنقاض البلاد،    واختفاء هؤلاء المرتزقة من حياتنا حلم بالغ الطموح، ولكنه ليس مستحيل الحدوث خاصة فى ظل جمهوريتنا الجديدة .. أما الحلم الطموح الآخر فهو أن تتخلص حركة النشر فى مصرنا وعالمنا العربى من أزماتها وتجد حلاً لمشكلاتها الخانقة تحت ضغوط الظروف الاقتصادية العالمية مما يسهم فى انتعاش دنيا القراءة  إحدى اهم أدوات بناء الوعى الحقيقى، وتتعدد الأحلام، ولكن المقام يضيق عن إيراد جُلها ، فضلا عنها كلها، وإنما دعونا نتطلع فى هذا الصباح الجديد إلى عودة الروح إلى جسد الحركة النقدية المصرية والعربية  وازدهار الأصداء النقدية، ومواكبتها للتدفق الإبداعى المذهل الهائل.