مركز البيانات والحوسبة P1.. قفزة مصرية على طريق التحول الرقمي 

 مركز البيانات والحوسبة P1
مركز البيانات والحوسبة P1

 

في عام 2023، أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي توجيهًا بإنشاء مركز البيانات، والحوسبة السحابية (P1)، والمرتقب له ان يصبح أول مركز يقدم خدمات تحليل ومعالجة البيانات الضخمة، والذكاء الاصطناعي في مصر وشمال إفريقيا.

هذا وتبلغ مساحة المركز  23500 متر مربع، يمكن استغلال 10000 متر مربع منها للإنشاءات والباقي مخصص للتوسعات المستقبلية، مع العلم بأنه يشارك في هذا المشروع أكثر من 15 شركة محلية وعالمية، و أيضًا أكثر من 1200 مهندس وعامل.

واليوم نشهد نجاح عملية الدمج بين مركز البيانات والحوسبة السحابية (P1)، والشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة من الجيل الرابع والخامس، حيث يتم تقديم الخدمات الحكومية على منصة واحدة، وتم إطلاق هذه الخدمات خلال عام 2022.

وتهدف هذه الخطوة إلى تحقيق نموذج ناجح للتحول الرقمي في مصر، والذي اصبح استراتيجية وطنية تتبناها الدولة، وتعزيز القدرات التكنولوجية والاقتصادية في البلاد، خاصة وان هذا النموذج يضم استحداث خدمات الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، ومنصة انترنت الأشياء، وتوصيلها بطريقة مؤمنة وسريعة إلى متخذي القرار لإرضاء المواطنين.

ومراكز الحوسبة السحابية هي نموذج لتوفير الخدمات الحاسوبية عبر الإنترنت، و في هذا النموذج يتم توفير الموارد الحاسوبية مثل الخوادم، وقواعد البيانات، والتخزين، والبرمجيات على شبكة الإنترنت، وتكون هذه الموارد متاحة للمستخدمين الذين يمكنهم الوصول إليها واستخدامها حسب الحاجة.

وتعتمد تقنية الحوسبة السحابية على مفهوم تجميع الموارد، حيث يتم تجميع العتاد والبرمجيات في مراكز بيانات ضخمة ومتعددة، ويتم إدارتها وصيانتها من قبل مزودي خدمات الحوسبة السحابية، كما يمكن للمستخدمين الوصول إلى هذه الموارد عبر الإنترنت باستخدام الشبكة، ويتم توفيرها كخدمة قابلة للتوسع والتكيف والاستخدام الفوري.

وتقدم مراكز الحوسبة السحابية مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك:

 

1.     البنية التحتية كخدمة (Infrastructure as a Service - IaaS):

 

 توفر الحوسبة السحابية الوصول إلى موارد البنية التحتية مثل الخوادم والتخزين والشبكات، حيث يمكن للمستخدمين استخدام هذه الموارد لتشغيل التطبيقات وإدارة البيانات الخاصة بهم.

 

2.     المنصة كخدمة (Platform as a Service - PaaS):

 

توفر الحوسبة السحابية بيئة تطوير وتشغيل التطبيقات، و يمكن للمستخدمين بناء ونشر التطبيقات الخاصة بهم دون الحاجة إلى الاهتمام بالبنية التحتية.

 

3.     البرمجيات كخدمة (Software as a Service - SaaS):

، يتم توفير التطبيقات البرمجية عبر الإنترنت كخدمة، حيث يمكن للمستخدمين الوصول إلى هذه التطبيقات واستخدامها مباشرة دون الحاجة إلى تثبيتها أو تحديثها على أجهزتهم الخاصة.

 

كما وتوفر تقنية الحوسبة السحابية العديد من المزايا للدول والأسواقالماشئة والكبرى على حدسواء، مثل توفير التكاليف، والمرونة، والتوسعية، والأمان، والإنتاجية، كما تساهم في تحسين الكفاءة وتسريع عمليات التطوير والابتكار في المؤسسات والمنظمات، وفيما يلي أبرز تلك المزايا..

 

1.     تمكين الوصول العالمي:

تقنية الحوسبة السحابية تتيح للدول والمجتمعات الوصول إلى الموارد الحاسوبية والتطبيقات عبر الإنترنت. فيمكن للمستخدمين في المناطق النائية أو البلدان التي تفتقر إلى البنية التحتية التكنولوجية القوية الاستفادة من الخدمات الحاسوبية عبر السحابة، مما يعزز التواصل والتعليم والتجارة والابتكار في هذه المناطق.

 

2.     توفير التكاليف والمرونة:

 

تستفيد الدول والمجتمعات من تحقيق الحوسبة السحابية من توفير التكاليف والمرونة. بدلاً من الاستثمار في شراء وصيانة البنية التحتية الخاصة بهم، يمكن للمؤسسات والمستخدمين استئجار الموارد الحاسوبية ودفع رسوم استخدام فقط عند الحاجة، وهذا يساعد في تقليل التكاليف الرأسمالية، وتحسين توفير الموارد بناءً على الطلب.

 

3.     السرعة والتوسع:

 

ميزة رئيسية للحوسبة السحابية هي قدرتها على توفير الموارد والتطبيقات بشكل سريع وفعال، فيمكن للدول والمجتمعات توفير الوقت والجهد في تهيئة البنية التحتية الخاصة بهم وتكوينها، حيث يتم توفير كل شيء في السحابة بشكل جاهز للاستخدام. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمستخدمين توسيع استخدام الموارد بشكل مرن وفوري بناءً على احتياجاتهم المتغيرة دون الحاجة إلى اقتناء مزيد من العتاد أو توسيع البنية التحتية المحلية.

 

4.     تعزيز التعاون والابتكار:

 

تمكن الحوسبة السحابية الدول والمجتمعات من تعزيز التعاون والابتكار. يمكن للمستخدمين المشاركة في المشاريع والتعاون عبر السحابة، مما يعزز التواصل والتنسيق بين الأفراد والمؤسسات. بالإضافة إلى ذلك، توفر الحوسبة السحابية بيئة تطوير مرنة ومتاحة للمطورين والمبتكرين لبناء وتشغيل التطبيقات الجديدة وتجربة الأفكار الابتكارية بسرعة وكفاءة.