كشف حساب

عام الحروب والأزمات.. وداعًا!

عاطف زيدان
عاطف زيدان

رحل عام ٢٠٢٣، غير مأسوف عليه! رحل عام الحروب الطاحنة، فى آسيا وأفريقيا وأوروبا، التى راح ضحيتها عشرات الآلاف من القتلى والجرحى، فى السودان وروسيا وأوكرانيا وناجورنى كاراباخ وفلسطين المحتلة.

رحل عام صراعات ومناوشات القوى الكبرى وحروب الوكالة المفضوحة، والعدوان الإسرائيلى الغاشم على قطاع غزة، الذى يدمى القلوب، ويكشف بجلاء ظلم وجبروت من يدعون الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان فى الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبى. رحل ذلك العام الدامى، لكنه ترك للعام الجديد ٢٠٢٤ تلك الحروب، وما خلفته من أزمات اقتصادية فى جميع أنحاء العالم، وأوضاع إنسانية مزرية، للضحايا من النازحين، خاصة فى قطاع غزة الذى ارتكب جيش الاحتلال ولايزال، فى كل شماله ووسطه وجنوبه، أبشع المذابح.

وتعرضت مبانيه السكنية والخدمية وبنيته التحتية للدمار، فى مشاهد أجمع المنصفون فى العالم على وصفها بالإبادة الجماعية. رحل ٢٠٢٣، وتركنا نضرب «أخماسا فى أسداس»، حول مصير الحروب المشتعلة، والأزمات الاقتصادية، والتشابكات والمناكفات الدولية بين دول الغرب من جهة والصين وروسيا وربما كوريا الشمالية وإيران، من جهة أخرى. هل يجلس زعماء القوى الكبرى والإقليمية معا، لوضع حدود لتلك الحروب والمناوشات، وإنهاء الاحتلال الجاثم على صدور الفلسطينيين منذ عام ١٩٦٧؟! لقد انتهى بالفعل الصراع بين أرمينيا وأزربيجان حول إقليم ناجورنى كاراباخ. وتبدو فى الأفق بوادر إيجابية لإنهاء الأزمة بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا الدعم السريع، من خلال المفاوضات.

وتبقى الأزمة الروسية الأوكرانية، وحلها - كما يعلم القاصى والدانى - بأيدى القوى الكبرى، خاصة الولايات المتحدة الأمريكية. ثم يأتى الدور على القضية الفلسطينية، أم وأقدم القضايا، التى نأمل أن تصل إلى الحل المأمول فى العام الجديد، بعد كل ما قدمه الفلسطينيون من نضال طويل وتضحيات جسيمة، بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، إن شاء الله. تعالوا نرفع أكف الضراعة، إلى المولى عز وجل، أن يحمل العام الجديد نهاية للحروب والصراعات ونصرا مؤزرا للشعب الفلسطينى، وحلولا للأزمات الاقتصادية، وإعلاء لقيم الحق والعدل والسلام، آمين يارب العالمين.