أبرز الشائعات والخرافات في عام 2023

أبرز الشائعات والخرافات في عام 2023
أبرز الشائعات والخرافات في عام 2023

شهد عام 2023 تداول العديد من الشائعات في مجال الفلك والتي كان الهدف منها تضليل بمعلومات مزيفة لاأساس لها من الصحة، وفيما يلي نستعرض الأبرز منها بشكل مختصر: 

- نيبيرو الطارق  

ما زالت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي مستمرة (منذ العام 2012) في الترويج لخرافة نيبيرو الطارق (النجم الأحمر) وأنه يقترب من الأرض على الرغم من اكتشاف عدم صحة ادعاءاتهم السابقة حول الصيحة والهدة وانهيار الحقل المغناطيسي وتزلزل الأرض منتصف رمضان. 

إن مروجي هذه الخرافة يقومون باستغلال البسطاء باستخدام القراءات العلمية حول سرعة الرياح الشمسية والمغناطيسية وخرائط القبة السماوية وتوظيفها بشكل سيء لخدمة خرافة نيبيرو - النجم الأحمر او الكوكب اكس او الكوكب ذو الذنب في مدار 3600 سنة أو مدار 360 عامًا ويعبر قرب جميع الكواكب الأربعة الغازية وطبعا هذا مجرد هراء وليس له أساس علمي.

- إشاعة مشروع هارب وتوليد الزلازل 

يعتقد بعض الناس أنه يمكن إستخدام هارب لإنشاء زلازل اصطناعية كبيرة ومع ذلك لا يوجد دليل يدعم هذا الادعاء بل في الواقع يتفق المجتمع العلمي على أن هارب غير قادر على خلق زلازل كبيرة فموجات الراديو التي يستخدمها هارب ليست قوية بما يكفي لإحداث ضغط كافٍ على القشرة الأرضية لإحداث زلزال.

برنامج أبحاث الشفق القطبي النشط عالي التردد (هارب) هو مشروع بحث علمي أجرته القوات الجوية للولايات المتحدة من عام 1990 إلى عام 1995 وكان هدف المشروع هو دراسة الأيونوسفير وهي الطبقة العليا من الغلاف الجوي للأرض، استخدم هارب سلسلة من الهوائيات لنقل موجات الراديو عالية التردد إلى طبقة الأيونوسفير، تسببت هذه الموجات الراديوية في تسخين الغلاف الأيوني مما أدى بدوره إلى تغيير خصائصه.

من المحتمل أن فكرة إمكانية استخدام هارب لإنشاء الزلازل مبنية على سوء فهم لكيفية عمل الزلازل، تحدث الزلازل بسبب الإطلاق المفاجئ للضغط الذي تراكم مع مرور الوقت في القشرة الأرضية، يمكن أن يكون سبب هذا الضغط مجموعة متنوعة من العوامل بما في ذلك تكتونية الصفائح والنشاط البركاني وسحب المياه الجوفية وليس لدى هارب القدرة على توليد ما يكفي من الضغط لإحداث زلزال.

بالإضافة إلى ذلك، فإن موجات الراديو التي يستخدمها هارب ليست مركزة بدرجة كافية لاستهداف منطقة معينة وسوف تنتشر على مساحة واسعة مما يجعل من الصعب إحداث زلزال في مكان معين.

- توقف نواة الأرض ودورانها في الاتجاه المعاكس 

نشرت دراسة يوم الإثنين 23 يناير 2023 بواسطة باحثان من جامعة بكين الصينية تقول بأن النواة الداخلية للأرض وهي عبارة كرة حديدية ساخنة بحجم بلوتو ، قد توقفت عن الدوران في عام 2009 مقارنة باتجاه بقية دوران الكوكب وربما تدور في الاتجاه الآخر.

النواة الداخلية تبعد حوالي 5000 كيلومتر تحت السطح الذي نعيش عليه ويجب معرفة بأن النواة الداخلية لكوكبنا يمكن ان تدور حول نفسها بشكل مستقل لأنها تطفو في النواة الخارجية السائلة كما توضح الصورة المرفقة.

هنا نتساءل هل نحن نعرف أصلا كيف تدور النواة الداخلية للكرة الأرضية ؟

الجواب : لا ، لذلك فالموضوع محل نقاش بين العلماء ، لذلك هذا البحث محل مراجعة وبحث .

بشكل عام المعلومات المتوفرة عن النواة الداخلية لكوكبنا قليله جدا ، وكل ما نعرفه مصدره قياسات الاختلافات الدقيقة في الموجات الزلزالية - الناتجة عن الزلازل أو الانفجارات النووية أحيانًا - أثناء مرورها عبر منتصف الأرض.

إذا كيف تواصلت الدراسة الجديدة إلى هذه النتائج ؟؟

قامت الدراسة بتحليل الموجات الزلزالية من الزلازل المتكررة على مدى 60 عام الماضية ووجدوا أن دوران النواة الداخلية "توقف تقريبًا في عام 2009 ثم تحول في اتجاه معاكس بل وتدور بالنسبة لسطح الارض ذهابا وإيابا مثل التأرجح،وأن كل دورة لهذا التأرجح تبلغ حوالي 70 سنة" مما يعني أنها تغير اتجاهها كل 35 عامًا تقريبًا.

يعتقد أنها غيرت الاتجاه سابقًا في أوائل السبعينيات وتوقعوا أن يكون التحول التالي في منتصف 2040.

بغض النظر عن دقة هذه النتائج فحتى الآن ، لا يوجد بيانات واضحة تشير إلى أن سلوك النواة الداخلية له تأثير كبير على سلامة الكرة الأرضية. 

- زلزال المغرب و اصطفاف الكواكب والقمر ؟! 

انتشرت إدعاءات بأن زلزال المغرب هو بسبب تأثيرات الجاذبية من اصطفاف الكواكب والقمر وهذا غير صحيح. 

تحدث الزلازل بسبب حركة الصفائح التكتونية وهي ألواح كبيرة من الصخور تشكل القشرة الأرضية والوشاح العلوي عندما تتصادم الصفائح التكتونية أو تحتك ببعضها أو تتفكك،فإنها يمكن أن تؤدي إلى تراكم الضغط الذي يتم إطلاقه في النهاية على شكل زلزال.

جاذبية الكواكب ليس لها تأثير كبير بما يكفي على القشرة الأرضية لإحداث الزلازل وقد قام العلماء بدراسة العلاقة بين الزلازل والدورات القمرية ولم يجدوا أي دليل على وجود صلة.

زلزال المغرب يوم 11 سبتمبر 2023 كان سببه حركة الصفيحة الإفريقية والصفيحة الأوراسية واصطدمت الصفيحتان بالقرب من جبال الأطلس الكبير وهي منطقة معرضة للزلازل وبلغت قوة الزلزال 6.8 درجة بحسب المعهد الجيوفيزيائي الأميركي و 7.2 بحسب المركز الوطني للبحث العلمي والتقني المغربي وشعر به سكان عدة دول في شمال أفريقيا.

نكرر لا يوجد دليل علمي يدعم الادعاء بأن اصطفاف الكواكب له علاقة بحدوث الزلازل على الأرض، فالجاذبية من الكواكب ضعيفة جداً مقارنة بالقوى التي تحرك حركة الصفائح التكتونية والتي تعتبر السبب الرئيسي لحدوث الزلازل وحتى لو كانت جميع الكواكب مصطفة بشكل استثنائي ، فإن قوة الجاذبية الناتجة ستكون أصغر من أن يكون لها أي تأثير كبير على قشرة الأرض.

- انقطاع الإنترنت عن العالم في ١١ أكتوبر ؟!

هذه واحدة من اكبر الاشاعات التي انتشرت على نطاق واسع جدا في وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والتي كانت تقول بأن عاصفة شمسية سوف تتسبب في ذلك وطبعا هذا لم يحدث.

يعرف الجميع بانه و بشكل متكرر تحدث عواصف شمسية والجزء الأكبر منها يصده الدرع المغناطيسي لكوكبنا ويمنعه من إحداث أي ضرر حقيقي للأرض أو سكانها ، وبدلاً من ذلك ترسل تلك الجسيمات نحو القطبين وتترك وراءها أضواء الشفق القطبي الجميلة، لكن في بعض الأحيان تحدث عاصفة شمسية كبيرة يمكن أن تكون كارثية على طريقة حياتنا الحديثة ، ذلك وفقاً لجميعة الفلكية بجدة. 

فعلى سبيل المثال عند النظر كيف كان العالم غير مستعد للتعامل وباء كوفيد 19 حيث لم يكن هناك بروتوكول للتعامل معه بشكل فعال في البداية ، والأمر نفسه مع الإنترنت (والكهرباء والأقمار الصناعية) ، فالبنية التحتية العالمية ليست جاهزة لحدث شمسي كبير، ربما لأن العواصف الشمسية الكبيرة (وتسمى ايضا الانبعاث الكتلي الإكليلي) نادرة نسبيا حيث يقدر احتمال تأثير عاصفة شمسية شديدة على الأرض بشكل مباشر بين 1.6٪ و 12٪ كل عشر سنوات. 

عند حدوث عاصفة شمسية كبيرة من الشمس في المستقبل (ليس كل عاصفة شمسية) ، سيكون أمام الناس على الأرض حوالي 13 ساعة للاستعداد لوصولها.